العالم ما زال يعيش دوامة جائحة كورونا، وما زالت أرقام الضحايا ترتفع، فقد فاق عدد المصابين بجائحة فيروس كورونا بمختلف مناطق العالم أربعة ملايين و636 ألفا، وقضى المرض على ما يقارب 312 ألفا، في حين تعافى نحو مليون و700 ألف مصاب. وما كاد بعض اللقاحات يصل إلى بعض الدول الغنية المعدودة على الأصابع، وخاصة لقاح “فايزر”، حتى طالعنا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بنسخة جديدة من الفايروس أسرع انتشارا من “الإصدار الأول لفايروس كورونا”.
فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قرار تطبيق حجر صحي جديد معلما بظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا القاتل. وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، من جهته، قال الأحد إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا “خرجت عن السيطرة”. وصرح هانكوك لشبكة “سكاي نيوز” أنه “للأسف، السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة. علينا استعادة السيطرة على الوضع والطريقة الوحيدة للقيام بذلك كانت تقييد التواصل الاجتماعي. سيكون من الصعب جدا إبقاؤها تحت السيطرة إلى حين أن يتم توزيع لقاح”.
وأعلن بوريس جونسون، إعادة فرض الإغلاق في لندن وجنوب شرق إنكلترا وجزء من شرقها، ما أجبر أكثر من 16 مليون شخص على البقاء في منازلهم والتخلي عن الاجتماعات العائلية التقليدية لعيد الميلاد.
وأبلغت المملكة المتحدة منظمة الصحة العالمية أن سرعة انتشار السلالة الجديدة أقوى “بنسبة 70%” من السلالة السابقة، وفقا لرئيس الوزراء بوريس جونسون. وكان المستشار العلمي للحكومة باتريك فالانس قد أشار السبت إلى أن هذه السلالة الجديدة بالإضافة إلى انتشارها السريع، أصبحت أيضا الشكل “السائد” من الفيروس بعدما أدت إلى “زيادة حادة” في الحالات التي استدعت الدخول إلى المستشفيات في كانون الأول/ديسمبر.
هل هو “الإصدار” الثاني من “فايروس كورونا”؟، وهل حان نشره بين العالم الآن؟، بينما الحروب مستعرة بين شركات الأدوية ودولها، من يفوز على من، ومن يربح أكثر من من؟
أسئلة لا بد منها، في ظل هذا التخبط “المتعمد” والمبرمج والتي تخوضه الطغمة الحاكمة في العالم. بل “الشركات” التي تسيطر على العالم، فما بين لقاح “فايزر” الأميركي ولقاح “أسترازينيكا” البريطاني، وبين اللقاح الروسي “سبوتنيك V”، واللقاح الصيني الذي طوّره معهد بكين للمنتجات البيولوجية، والمجموعة الصينية الوطنية للصناعات الدوائية (سينوفارم) (BBIBP-CorV)، حروب سيدفع ثمنها الشعوب المسلوبة الإرادة، والتي لا حول لها ولا قوة، لا بل تتعرض للابتزاز، والضغوط الاقتصادية، وهنا لا فرق بين كل هذه الدول في إدارة معاركها “السياسية- الصحية”، اذا جاز التعبير، فالفقير سيدفع الثمن ولا قيمة للبشر أمام أرباح الدولار.
الترهيب الحاصل في بريطانيا، وإعادة الإغلاق الشامل التي أعلن عنها، بالإضافة الى منع رحلات بعض الدول من والى بريطانيا، كلها تأتي في إطار، إحياء البلبلة التي كانت سائدة في بداية الإعلان عن انتشار “كورونا” في العالم، ولكن هذه المرة لاقناع الشعوب أكثر فأكثر من أن المسألة خطيرة جداً ولا بد من أخذ اللقاحات، التي ستفرض عليهم، كل بحسب ما تقرره الدول التي ينتمون إليها.
إن ما يجري في العالم الآن هو محاولة فرض بروتوكولات جديدة، وستكون ملزمة في المستقبل شاء الناس أم أبوا، والمسألة ليست مسألة مرض فتاك أو فايروس قاتل او ما شابه، بقدر ما هو إعادة رسم معالم جديدة للاقتصاد العالمي. إذ أن الأزمات الاقتصادية والخسائر العالمية، أشبه ما تكون بما كانت عليه الحال قبل الحرب العالمية وتحديداً في العام 1939.
فما نشهده الآن، هو استثمار سياسي واقتصادي وإعادة رسم خرائط جديدة في العالم أجمع، دون استثناء، إن كان فيروسات طبيعية ام فايروسات بيولوجية معدلة، إنها حرب بكل معنى الكلمة وقد يطلق عليها مستقبلاً “حرب الكورونا“.