بفرحة لا توصف، وسعادة لا حدود لها، وبعد معاناة طويلة، كانت هدية الله ليلة رأس السنة 2021-2022 أجمل وأروع هدية لرياض ورانيا اللذين رزقا بتوأم أسمياهما علي وحسن بعد طول شوقٍ دام 27 عامًا، لم ييأسا خلالها ولم يكلا من المحاولات، فقد تخللها 17 عملية تلقيح، ليستحقا بكل جدارة لقب “توأم الحلم” لدى والديهما.
التوأمان فتحا عيونهما على والدين تربيا تربية أساسها السعي الدائم والصبر وعدم اليأس والاستسلام، أمر بالتأكيد لا يعرفانه حالياً لكن سيأتي يوم يستمعان فيه لقصتهما بكل تفاصيلها من والديهما لتدخل هذه القيم في تربيتهما وتصبح متوارثة من جيل إلى جيل.
هكذا تغلب الزوجان رياض حسن ورانيا حرب على هاجس “تأخر الحمل” الذي ظل يؤرقهما لسنوات طويلة، معاناة يعانيها بالطبع الكثير من الأزواج في لبنان بصمت وهدوء ولو بعدد سنوات أقل.
ويعلق المختص في جراحة المسالك البولية والاعضاء التناسلية الدكتور علي فرحات في حديثه لـ “هنا لبنان” بأن التأخر قد ينجم عن مشكلة بسيطة تتطلب تغييرًا في نمط الحياة لدى الزوجين أو لدى أحدهما، أو إلى علاج بسيط، وربما يكون السبب مشكلات مرتبطة بجهاز المرأة التناسلي وهرموناتها أو بفعل تقدمها في العمر أو بضعف الحيوانات المنوية عند الرجل.
ويعد إنجاب طفل حلماً لكل زوجين، غير أن تحقيق هذا الحلم ليس بالأمر المستحيل، إذ هناك خيارات علاجية عديدة تساعدهما على تحقيقه مثل التلقيح الاصطناعي، وهو الحل الذي كرره رياض ورانيا 16 مرة ونجح في المحاولة الـ 17.
وفق فرحات فهناك حالات تكون فيها الفحوصات لكلا الزوجين طبيعية، لكنهما يستغرقان بين 3 إلى 5 سنوات كي ينجبا، وفي حال تزوج هو نراه ينجب، وفي حال تزوجت هي نجدها تنجب. وأحياناً حتى لو كانت نسبة الحيوانات المنوية ضئيلة لدى الرجل فـ “الله يرزقه” في حال كانت زوجته لا تعاني من مشاكل أو متقدمة في العمر.
أما في ما يتعلق بحالة رياض ورانيا فيرى أنهما لجآ إلى عمليات التلقيح لأنهما لم يرزقا في المحاولات الطبيعية، ومن المعروف أن عمليات التلقيح تنجح أحياناً بعد 10 محاولات وأحياناً من المرة الأولى، وأحياناً من المرة الرابعة، وهذه الحالة التي عادة تشير إليها الدراسات بمعدل 1/4 أي بنسبة 25 %. لافتاً إلى أنه لا يعلم السبب وراء تطلب حالتهما 17 محاولة.
بدورها ترفض حرب بحديثها لـ “هنا لبنان” تسمية ما حصل معها بالمعجزة لأن لا معجزات في موازين الله، كاشفة عن أقوى سلاح لطالما تسلحت به “واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا”. ناصحة كل زوجة لم يتحقق حلمها بإحتضان مولودها الأول بالتسلح بهذه الآية، لأنها قادرة على أن تُبدد كل أحزانها وتزيح الهموم عن قلبها..
أما حسن فيشدد في حديثه لـ “هنا لبنان” من منزله في بلدة تولين الجنوبية أن “ما حصل معنا يشبه الخيال، في البداية لم نصدق، وأجمل لحظة عندما سمعت صوتيهما في غرفة الولادة، واليوم بتنا نتذوق الحياة ونعيشها بأسلوب جديد، بوجود علي وحسن اللذين هما روح الحياة وبهجتها وسعادتها، والأطفال هم زينة الحياة الدنيا”.
آلاف الدولارات ذهبت هباء قبل أن يطل علي وحسن الى الحياة، خصوصًا في الفترة الممتدة من ثورة 17 تشرين وحتى تاريخ تبلغهما من الطبيب حسن عجمي في عيادته في صور بنجاح الحمل هذه المرة، لتكون الفترة الفاصلة عن فترة أخرى جسدت المعاناة بكل معانيها؛ “كنا ندخر كل ما نجنيه من عملي في إحدى المهن الحرة لأشهر طويلة كي نؤمن تكاليف عملية التلقيح هذا بالإضافة إلى تكاليف الأدوية والعلاجات اليومية، مشهد تكرر 17 مرة من دون أن نتلقى مساعدة أو دعمًا من أحد، وكنا نتأمل من كل عملية أن تتكلل بالنجاح”، أمل كان يخفي خلفه حرمان الزوجين نفسيهما من الكثير من متطلبات الحياة.
أما السر في القصة فتكشفه حرب بأن الأطباء لطالما كانوا يؤكدون لها على إمكانية الإنجاب لديها ولدى زوجها، وأنه لا يسعنا اليوم إلا أن نقول الحمد لله على نعمه التي لا تحصى.
وفي الختام يرفض فرحات التعليق على الحلول غير الشرعية التي يعتمدها بعض الأطباء المختصين بعمليات التلقيح، “باتوا معروفين بالاسم في لبنان، ولديهم مرضاهم الذين يتخذون هكذا قرار، فلا الزوجين يبالون بأنه “حرام” ولا هؤلاء الأطباء”.
مصدر المقال: اضغط هنا