لا تزال جائحة كورونا تُصيب ملايين الأشخاص وتحصد حياة أرواح آلاف الأشخاص منهم يوميًا في العالم.
ولا تزال التقارير الورادة من هنا وهناك تُثير مشاعر الهلع والرعب في معظم قارات العالم بحيث ان وسائل الإعلام تكاد تُغرقنا بالأخبار العاجلة حول هذا الموضوع الذي تتسارع التطوّرات حوله في كل يوم. بحيث انني كلما حاولت ان انهي هذه المجموعة من المقالات المُخصّصة لواقع الجائحة “في ذكرى مرور سنة على بداية إنتشار هذا الفيروس التاجي” في مدينة “ووهان الصينية” تتطالعني وكالات الأنباء بتقارير واخبار جديدة تجعلني في حيرة من امري وتدفعني لتغيير النصّ وتحديثه وإعادة تصحيح ما كتبته لجعله يُجاري التطورات العلمية اليومية الخطيرة الحاصلة في هذا المجال.
فمنذ إكتشاف اوّل حالة من السلالة الجديدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة البريطان والذي اعترف الأطباء والخبراء البريطانيّون انفسهم انها قد تكون ظهرت لأوّل مرة على اراضيهم في منتصف ايلول ٢٠٢٠ ، امّا في جنوب شرق بريطانيا وامّا في العاصمة لندن نفسها، تتوالى الأخبار عن حالات هنا وحالات هناك وعن حالة هلع وخوف كبير في الأوساط الرسمية والطبّية من فقدان السيطرة على هذه الجائحة خاصة اذا ما حصلت طفرات جينية جديدة عليه واذا ما صحّت الأخبار التي تقول ان هناك سلالات جديدة اكثر خطورة قد ظهرت فعليًا في جنوب افريقيا او قد تكون قد ظهرت في نيجيريا او الهند دون التأكد حتى الآن من هذه المعلومات وعن مدى خطورة هذه السلالات الجديدة. لكننا اصبحنا في المقابل نعلم حتى الساعة انّ هذا الفيروس أكُتشِفَ في اكثر من دولة وهي على التوالي هولندا، الدانمارك، استراليا ، النمسا، بلجيكا، فرنسا، اسبانيا، ايطاليا، المانيا، سويسرا، روسيا ايسلندا، إيرلندا، اسرائيل، هونغ كونغ، سنغافورة، كندا، كوريا الجنوبية، اسرائيل، الأردن ، لبنان والولايات المتحدة الأميركية والتشيلي البارحة . وما زاد من حيرة العلماء ومخاوفهم الكلام اولًا عن ان السلالة الجديدة ظهرت في ذات الوقت في جنوب افريقيا ليتبيّن لهم فيما بعد ان هذه السلالة الحديدة المُكتشفة في جنوب افريقيا تختلف بشكلٍ اوّلي عن السلالة البريطانية وتحتوي على عدد اكبر من الطفرات الجينية. ولذلك فهي قد تكون اكثر خطورةً لأنه ثبت حتى اليوم انها تُصيب اكثر الأطفال والشباب. ولذلك سرعان ما بدأ وزراء الصحة في بريطانيا وجنوب افريقيا يتبادلون الإتهامات حول مصدر الفيروس الأخير ومخاطره واين بدأت عملية ظهوره ليكي يجد الوزير البريطاني قرارات بلاده بمنع حركة الملاحة مع جنوب افريقيا غامزًا من قناة( دون اي دليل علمي دقيق) انّ مصدر هاتين السلالاتين الجديدتين البريطانية والجنوب افريقية هو جنوب افريقيا، ليردّ عليه الوزير الجنوب افريقي :”حلّلوا جيدًا المعطيات الموجودة لديكم وستجدون ان الفيروس ظهر في لندن او جنوب شرق بريطانيا ومنها انتقل الى مختلف دول العالم”… وهذا ما تُؤكّده مُعظم التقارير والمعطيات لأن كل الحالات التي تمّ إكتشافها خارج بريطانيا تعود لأشخاص مُقيمين في بريطانيا او مرّوا فيها لفترات قصيرة او طويلة مُؤخّرًا ثمّ ذهبوا الى بلدانهم الأصلية.
والبارحة اعلنت السلطات البريطانية انها وافقت على بدء إستعمال “اللقاح الوطني” اي لقاح شركة “استرا- زنيكيا” المُطوّر بالتعاون مع “جامعة اوكسفورد البريطانية” والذي اثبت انّه فعّال بنسبة ٥٠ الى ٧٠٪ في الدرسات التي نُشرت منذ فترة. وذلك في تسريع عمليات سعيها للحدّ السريع من تفشّي السلالة الجديدة من الفيروس. واعلن رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” ان بلاده سوف تضطر لإتخاذ إجراءات صارمة ومؤلمة للسعي للحدّ من إنتشار الفيروس الجديد المتغيّر الذي بدأ يُصبح “السلالة المسيطرة او المهيمنة” في البلاد.
هذه المجموعة من المقالات سوف تتناول في الجزء الأول منها، آخر المعطيات والإحصاءات الدقيقة المتوفّرة حاليًا (وحتى تاريخ اليوم) من مصادر عالمية موثوقة مثل “منظمة الصحة العالمية” و”جامعة جون هوبكينز الأميركية” او “المركز الأوروبي لرصد او مراقبة الأمراض والوقاية منها”.
وسوف استعرض خلالها واقع الجائحة لناحية اعداد الإصابات والوفيات في مختلف انحاء العالم حاليًا، وذلك بعد “مرور سنة تحديدًا على بدء إنتشار الفيروس” من مدينة “ووهان الصينية” الى كافة انحاء العالم في كانون الأول ٢٠١٩. ثم سأحاول ان اتكلّم في الجزئين الثاني والثالث منها عن ما احدثته او من المُمكن ان تُحدثه “الطفرات الجينية المُتتالية” من تغييرات في شكل، تركيب ونظام عمل وإنتقال الفيروس، خاصة وان جميع الخبراء يُجمعون ان هكذا فيروسات مُكوّنة من الحمض النووي الريبوي RNA هي عرضة لطفرات جينية مُتكررة كلما تكاثرت بحيث يقول بعض الخبراء انهم احصوا حتى اليوم اكثر من ١٢٠٠٠ طفرة جينية مختلفة او اكثر وانّ الكثير منها حصل بشكلٍ صامت دون اية مشاكل، ولكن الطفرات الأخيرة التي حصلت في السلالة البريطانية و -او الجنوب افريقية كان لها آثار كبيرة سنعرّف عليها لاحقًا ومن اهمها زيادة إمكانية إنتشار الفيروس ونقل العدوى بنسبة تتراوح بين ٤٠ و٧٠ ٪ وهذا ما يُعتبر مؤشر خطورة كبيرة. وسوف اتناول بالتأكيد اثر كل ذلك على إحتملات زيادة خطورة وفتك هذه السلالات الجديدة تفصيليًا وعلى الطرق التشخيصية المُعتمدة حاليا مع فيروس كورونا السائد. واخيرًا وهذا الأهم ماذا سيكون لكل ذلك من آثار على فعالية الأدوية و وخاصة فعالية اللقاحات المُستعملة لعلاج إلتهابات الكوفيد-١٩ والسعي للحدّ السريع من إنتشاره المُخيف.
١-الوضع مُخيف بحسب آخر المُعطيات والمستجدّات الدولية:
في آخر التقارير الصادرة عن “جامعة جون هوبكينز” الأميركية والذي نُشر في 27/12/2020، أظهرت الإحصاءات الأخيرة أن “فيروس كورونا” قد قضى حتى الساعة على حياة 1،7 مليون نسمة، وتسبّب بإصابة حوالي 80 مليون حالة في جميع انحاء العالم واؤكد ان هذه الأرقام هي صالحة فقط حتى تاريخ كتابة هذه المقالة.
هذا وبدأت في 27-12-2020 عمليات التلقيح بإعتماد لقاح “شركتي فايزر الأميركية” و”بيونتك الألمانية” في دول الإتحاد الأوروبي، بعد أن وافقت “إدارة الدواء في الاتحاد الأوروبي” على مُباشرة هذه العمليات بعد ان درست الملف ووجدت ضرورة إعطاء الموافقة بشكلٍ سريع. بعد ان تجاوز عدد الحالات في أوروبا وحدها العتبة الرمزية ل 25 مليون اصابة منذ بداية إنتشار الجائحة في الصين في كانون الأول الماضي. وحتى تاريخ بدء كتابة هذه المقالة ايضًا هناك عدة دول بدأت بعمليات توزيع اللقاحات وهي حتى الساعة الولايات المتحدة الأميركية، كندا، بريطانيا، الصين، روسيا، الإمارات العربية المُتحدة بحيث أطلقت حكومات هذه الدول عملية تلقيح واسعة النطاق على آلاف المرضى على ان تكون الأولوية في معظم هذه الدول للمسنّين وللأطقم الطبيّة ولمن يُعانون من امراض مُزمنة. وتشير آخر التقارير الصادرة عن “منظمة الصحة العالمية” وعن مراكز مراقبة الأوبئة في اوروبا إلى أن القارتين الأميركية والأوروبية تتصدّران اليوم
و بشكلٍ مُخيف قائمة القارات من حيث تسجيل الحالات الجديدة من الإصابة بهذا الفيروس. بحيث تحتل القارة الأميركية المرتبة الأولى بنسبة زيادة تصل الى 47% من الحالات الجديدة التي تُكتشف، والقارة الأوروبية المرتبة الثانية بنسبة 38% منها. وأتى هذا الإحصاء بعد مرور حوالي 50 أسبوع على بدء إنتشار الجائحة. وذلك بحسب تقرير نشرته مُنظّمة الصحة العالمية للمعطيات التي كانت مُتوفّرة لديها بين 3 و 13 كانون الاول 2020.
وصبيحة إنطلاق عمليات التلقيح في دول الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع أعلنت رئيسة الاتحاد “يورسيليا فاندر لاين” في تصريح نُشر لها على تويتر : “ان اللقاح سيكون الحلّ المُمكن الوحيد المُتوفّر حتى اليوم على المدى المتوسط والطويل لمنع إنتشار الجائحة ووضع حدّ لها”. وشدّدت المُفوّضة الأوروبية على “معاني الوحدة والتعاون التي تحتاج لها شعوب دول الإتحاد في هذه الأيام الصعبة”.
مقابل ذلك أعلنت اليابان منذ ايام عن إغلاق حدودها بشكلٍ مؤقّت بوجه كل الأجانب الذين لا يقيمون في اليابان، وذلك بعد أن تمّ اكتشاف أول حالة من السلالة الجديدة ” البريطانية” للفيروس بتاريخ 26/12/2020. وقد أعلنت السلطات اليابانية أن هذا الإغلاق سيأخذ مفعوله في 28 كانون الأول وسيبقى معمول به حتى نهاية شهر كانون الثاني 2021.
وقد جاء إغلاق اليابان لحدودها ايضًا بالتزامن مع تسجيل السلطات اليابانية “اكبر عدد قياسي من الحالات” في يومٍ واحد وهو 949 حالة جديدة فقط في العاصمة طوكيو في 26/12/2020.
وهذا هو أعلى حصيلة للإصابات تُسجّلها اليابان منذ بداية إنتشار الوباء والذي بلغ عدد المصابين فيها حتى اليوم 218385 حالة.
في مقابل ذلك أعلنت سلطات النمسا واسكتلندا و إيرلندا الشمالية عن أعادة تطبيق حالة الإغلاق منذ يومين واتّخذت معظم الدول الأوروبية تدابير قاسية جدًا وصلت في بعضها لحدّ الإغلاق الكامل لحركة الملاحة الجوية والبحرية والبرية مع بريطانيا لمنع تفشّي هذه السلالة الجديدة من الفيروس في هذه الدول. وفرضت دول اخرى إجراءات صارمة لمنع التجمّعات الكبيرة او حصرتها بعدد معيّن من افراد العائلة الواحدة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وفرضت بعضها منع للتجوّل بين معظم مقاطعاتها ( ايطاليا، اسبانيا) وفي بعض فترات الليل حتى بداية الأيام الأولى من السنة الجديدة.
في هذا الوقت، تجاوز عدد الحالات في روسيا العدد الرمزي لثلاثة “ملايين إصابة”، ولكنّ السلطات الروسية لا تُريد أن تعتمد سياسة الإغلاق التامّ، رغم أن الجائحة هناك قضت على أرواح 53539 مواطن منذ بداية انتشار الجائحة.
وعلى صعيد السلالة الجديدة تحديدًا فقد أعلنت السلطات الروسية منذ يومين ايضًا أنها ستفرض “أسبوعين من الحجر الكامل” على كل القادمين من بريطانيا. وأخيرا وفي السياق نفسه أعلنت السلطات الألمانية نهار الخميس الفائت في 24-12-2020
عن إكتشاف حالة من السلالة البريطانية الجديدة عند سيدة قادمة من بريطانيا وذلك في مدينة المانية قريبة جدًا من الحدود مع فرنسا وهي لا تبعد سوى 50 كيلو متر تقريبًا عن “مدينة ستراسبورغ” عاصمة الإتحاد الأوروبي ومركز برلمانه وقلبه
وسجّلت السلطات الإسبانية منذ ايام إكتشاف اوّل حالات السلالة الجديدة من الفيروس عند مريض عائد من المملكة المتحدة البرطانية مع ثلاثة من أفراد عائلته. وهذا ما دفع رئيس الوزراء الإسباني “أنطونيو زاباتيرو” إلى الإدلاء بتصريحات لتطمين مواطنيه قائلا: ” أنّ المرضى المُصابين بهذه السلالة الجديدة ليسوا في حالة حرجة ونحن نعلم أن هذه السلالة تنتقل بسهولة أكثر و لذلك علينا التطبيق الصارم لإجراءات الوقاية.
وأعلنت السلطات الإيطالية عن إجراءات مُشدّدة بالنسبة للتنقّل بين المقاطات والمدن كما في اسبانيا وأعلنت أن المسافرين القادمين من فرنسا إلى إيطاليا في الفترة بين 21 كانون الأول و 6 كانون الثاني 2021 سوف يخضعون لحجر لمدّة 14 يوم عند وصولهم إلى إيطاليا حتى ولو كان فحص ال PCR سلبي لديهم وصنّفت السلطات الإيطالية الدول بحسب درجات الخطورة الموجودة عندها واتّخذت إجرءات صارمة تتماشى مع درجة الخطورة لكل دولة بحسب تصنيفها.
وفي الوقت ذاته وفي النصف الشرقي من الكرة الأرضية، أعلنت السلطات الصينية منذ يومين عن إعادة إعتماد الإغلاق والحجر الكامل على أحد أحياء العاصمة “بكين” بعد أن تمّ إكتشاف 5 حالات جديدة من فيروس كورونا، وذلك بعد يوم فقط على إكتشاف حالتين جديدتين مُقيمتين. وطال الإغلاق أيضا في الوقت ذاته مدينتين أخرتين في الصين.
في موازاة كل ذلك وفي القارة الأميركية ليست الأمور على افضل حال. فقد أعلنت السلطات الكوبيّة منذ يومين أن على كل القادمين إلى كوبا أن يقوموا بإجراء فحص الPCR،
ولن يقدروا أن يدخلوا إلى الجزيرة الكوبية إلا إذا كانوا يحملون “فحص PCR سلبي جديد” اي أُجري “72 ساعة قبل وصولهم إلى البلاد”. وذلك اعتبارًا من 8 كانون الثاني 2021. ذلك بعد أن سجّلت الجزيرة الكوبية أعلى نسبة إصابات هناك في الأيام الأخيرة. وكانت السلطات الإسبانية قد سبقتها الى ذلك وقالت أنه ستلجئ إلى طلب فحص PCR لكل الوافدين إلى إسبانيا في تدبير إحترازي جديد اتخذته الحكومة الإسبانية، وهو سوف يُطبّق على كل المرضى القادمين إلى اسبانيا من الدول الأخرى.
في هذا الوقت أعلنت سلطات المكسيك وتشيلي وكوستاريكا عن بدء عمليات التلقيح في 24/12/2020 بعد أن وصلتهم الدفعات الأولى للقاح “شركة فايزر بيونتك”.
كل هذه المعطيات السابقة دفعت المسؤولين في منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان عن تنظيم لقاء لأعضاء المنظمة هذا الأسبوع لبحث التطوّرات الجديدة ودراسة كيفية مُواجهة هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا. خاصة وأن بعض التقارير تُشير إلى ظهور سلالات أخرى قد تكون أكثر خطورة في جنوب أفريقيا كما ذكرنا وفي نيجيريا والهند ايضًا.
هذا الكلام جاء على لسان مسؤول القسم الأوروبي في المنظمة الذي أكمل أنه يجب تخفيف حركة التنقّل مع بريطانيا للتخفيف من إمكانية تفشّي هذه السلالة الجديدة. وأضاف أنه يجب إقتصار الحركة مؤقّتًا على نقل البضائع الرئيسة والمسافرين المُضطرّين على ذلك لأسباب ضرورية او قاهرة.
هذا ويُشدد كل المسؤولون والخبراء في مختلف الدول الأوروبية خاصة فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا على ضرورة إجراء كميّات اكبر من الفحوصات الجينية وتحليل الحمض النووي للفيروس المنتشر والمتفشّي على اراضيها، كما هو الحال في بريطانيا، بهدف الكشف عن الطفرات الجينية التي لا مهرب منها كما ذكرت وبهدف كشف السلالات الجديدة او المُختلفة التي قد تظهر من فيروس كورونا خاصة وأن هذا الفيروس الذي يعتمد على “رسول الحمض الريبوي” (RNA) وهي فيروسات تتعرّض لطفرات جينية كبيرة. وخاصة أيضًا وأن معظم الخبراء يقولون أن هذه الظاهرة عادية جدًا مع هكذا فيروسات وهي ظاهرة تزداد بشكلٍ كبير كلما انتشر الفيروس وتكاثر أكثر في أجسام المرضى الذين يصيبهم في أنحاء مختلفة في دول العالم.
٢-تحليل تفصيلي لآخر الإحصاءات والأرقام:
بحسب آخر التقارير الأوروبية الذي نشره المركز الاوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها (European Center for Disease Prevention and Control) حول انتشار جائحة كورونا والتي رصد واحصى عدد الحالات المُشخّصة في الفترة ما بين 31 كانون الاول 2019
و 26 كانون الأول 2020، فقد سجّلت القارة الأميركية أعلى الأرقام بحصول 33.866216 حالة. وأتت القارة الأوروبية في المركز الثاني بتسجيل حوالي 25 مليون حالة تقريبًا (23.813330 حالة تحديدًا).
واحتلّت آسيا المرتبة الثالثة بتسجيل 17.232546 حالة وأفريقيا المرتبة الرابعة بتسجيل 2.511635 حالة.
دوليًا سجّلت الولايات المتحدة الأميركية الرقم الأعلى في العالم بإصابة 18.762760 حالة. لتحلّ بعدها على التوالي الهند 10.169118 حالة، البرازيل 7.448560 حالة, روسيا 2.992123 حالة, فرنسا 2.604595 حالة، بريطانيا 2.227967 حالة، تركيا 2.188255 حالة، ايطاليا 2.028354 حالة، اسبانيا 1.854951 حالة، وأخيرا ألمانيا 1.639322 حالة.
ونشير هنا الى انّه وبعد إكتشاف فيروس كورونا في كانون أول الماضي (2019) في مدينة “ووهان الصينية”، أصبحت القارّة الاوروبية وبسرعة هائلة “نقطة إرتكاز إنتشار الوباء” في شهر آذار 2020. وبعدها إنتشر الوباء ووصل بسرعة لتسجيل ارقام قياسية في الولايات المتحدة الأميركية وفي دول اميركا اللاتينية ووصل بعدها الى درجة إنتشار خطيرة في الهند. واننا وبعد مرور سنة تقريبًا على بدء ظهور هذا الفيروس، نشهد اليوم ظاهرة مُماثلة بحيث تُشكّل القارة الأميركية نقطة الإرتكاز الاولى حيث يُسجّل47% من الحالات الجديدة المُكتشفة وأوروبا نقطة الإرتكاز الثانية حيث يُسجّل 38% من الحالات الجديدة المُكتشفة. وذلك بعد مرور 50 أسبوع تقريبًا على بدء إنتشار الجائحة.
هذا وتشهد القارة الأميركية حاليًا ارتفاعًا بنسبة 11% لعدد الحالات الجديدة وبنسبة 12% في عدد الوفيات. اما في أوروبا ومع أن عدد الحالات الجديدة المُكتشفة ثابت تقريبًا حاليًا هناك إنخفاض ضئيل في نسبة الوفيات التي لا تزال “مُرتفعة نسبيًا” مُقارنة بالمعدّلات التي سبق وشهدتها اوروبا خلال الموجة الأولى للجائحة.
في هذا الوقت تشهد القارة الأفريقية أكبر نسبة ارتفاع لعدد الحالات الجديدة بنسبة زيادة تصل إلى 40%
وكذلك بالنسبة لعدد الوفيات. في المقابل تشهد حاليًا دول جنوب-شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط إنخفاضًا ملحوظًا بعدد الحالات الجديدة وبنسبة الوفيات في الأسبوع ال 50 على بدء إنتشار الجائحة.
وبالعودة الى اوروبا وبرغم ثبات او تراجع بعض المؤشرات الوبائية خلال الأسبوع الأخير ( نسبة الحالات الإيجابية، نسبة المرضى الذين يدخلون الى المستشفيات والى العناية الفائقة ) لكن النظرة الإجمالية تبقى مُخيفة نسبيًا في معظم دولها. حيث يُجمع الخبراء على ان الفيروس لا يزال ينتشر بشكلٍ كبير في عدّة دول من دول الإتحاد الأوروبي . كذلك هناك ارتفاع كبير في عدد الإصابات عند الأشخاص البالغ عمرهم 65 سنة وما فوق في 10 دول من دول الإتحاد . كذلك الأمر بالنسبة لنسبة الوفيات في 17 دولة من دوله. وتُشير المعطيات ايضًا حاليًا الى معاودة إرتفاع نسبة الدخول الى المستشفيات و او الى اقسام العناية المشدّدة.
اما في دول الشرق الأوسط فإن دوله تشهد حاليًا بصورة إجمالية تراجعًا طفيفًا في عدد الإصابات، رغم ان الصورة هناك لا تزال متناقضة وضبابية الى حدّ ما، حيث نُلاحظ ان هناك تقدّم جديد للفيروس في بعض الدول مثل إيران والأردن وفلسطين والإمارات العربية المتحدة.
اما في جنوب شرق آسيا فتُشير المعطيات الى تراجع الجائحة في معظم دوله منذ منتصف ايلول ٢٠٢٠ بنسبة 13% للحالات الجديدة المُشخّصة وبنسبة 12% لأعداد الوفيات. ولكن بعض الدول مثل سريلانكا وماليزيا وتايلاند واندونيسيا وباكستان تشهد حاليًا إرتفاعًا كبيرًا في عدد الإصابات منذ منتصف تشرين اول ٢٠٢٠. كذلك الأمر بالنسبة لليابان التي تشهد هذه الأيام إرتفاعًا ملحوظًا في عدد الحالات منذ حوالي ٨ اسابيع مع تسجيل الرقم القياسي للحالات الأسبوع الماضي.
اما في القارة الأفريقية والتي شهدت تراجعًا كبيرًا للجائحة في شهري تموز وآب ٢٠٢٠، ثم حالة إستقرار نسبية في شهري ايلول وتشرين اول، فإن دولها تشهد حاليًا إرتفاعًا قياسيًا في عدد الحالات وذلك منذ شهر تشرين الثاني، حيث يُسجّل اكبر نسبة ارتفاع لعدد الحالات بنسة 40% وللوفيات بنسبة 43%.
اخيرًا، بالنسبة لدول اوقيانيا، فإن استراليا ونيوزيلّاندا تشهدان “حالة إستقرار وشبه سيطرة كاملة” على الجائحة لأسباب غير معروفة قد يكون من ضمنها بُعد هذه الدول عن دول العالم الأخرى ومساحاتها الشاسعة وقلّة الكثافة السكانية فيها خاصة في استراليا مثلًا.