منذ ٣ اشهر: محاكاة أميركية لتفشي كورونا تتوقع هلاك ٦٥ مليون شخص
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
قبل نحو ثلاثة أشهر من انتشار فيروس كورونا القاتل في الصين، قام خبراء في المجال الصحي بأمريكا بتصميم تجربة محاكاة افتراضية للتعرف على رد فعل السلطات الرسمية في حال وقوع المزيد من التفشي للفيروس حول العالم.
وتحديدا في أكتوبر الماضي قام الباحثون في مركز جون هوبكنز للأمن الصحي بإجراء بعض الأبحاث حيث تم تصميم نموذج وبائي افتراضي على جهاز كمبيوتر لمحاكاة الواقع والتعرف على آلية مواجهة التحديات القادمة إذا ما استمرت العدوى في الانتشار.
ولا تهدف تلك التجربة الافتراضية إلى التنبؤ بمستقبل المرض الغامض قدر ما تهدف إلى استطلاع ردود الفعل والجهود الحكومية في حالة وقوع المحظور. هذا في الوقت الذي تبذل فيه السلطات الصينية قصارى جهدها لوقف انتشار العدوى النابعة في الأساس من مدينة ووهان حيث انتقلت إلى عدد من المدن الصينية الأخرى في غضون أيام فقط.
وقال الدكتور إريك تونر كبير الباحثين في مركز جون هوبكنز، إنه لم يتفاجئ كثيرا عندما ذاعت الأنباء عن انتشار فيروس كورونا في الصين أواخر ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أنه طالما اعتقد طويلا بأن الوباء الجديد الذي ربما يهاجم العالم سيكون مصدره فيروس كورونا الفتاك. مؤكدا على أن العلماء لم يتمكنوا من تحديد مدى قدرة هذا الفيروس على التفشي ونطاق انتشاره حتى الآن.
ولازال الانطباع الأول لدى العلماء بأن الوباء الجديد سيكون أخف وطأة من الوباء السابق “سارس” والذي انتشر في الصين في مطلع الألفية الجديدة، حيث اصيب 8000 ولقى 774 شخص حتفه بسبب عدوى الجهاز التنفسي الفتاكة. إلا أن كورونا قد يبدو أكثر قدرة على الانتقال والتفشي بين الناس من سابقه على الأقل داخل المجتمع الذي ظهر به.
وقد قامت تجربة المحاكاة التي قام بها تونر على افتراض وجود فيروس يسمى CAPS وهو وباء نشأ في مزارع الخنازير في البرازيل في السيناريو الافتراضي. حيث ستظهر مقاومة الفيروس لأي لقاح جديد، مما يجعل الوباء الجديد أشد فتكا من سارس وأكثر قدرة على نشر العدوى.
وجاءت المرحلة التالية من النموذج الافتراضي، حيث انتشرت العدوى على نطاق كبير داخل المزرعة وأصيب المزراعون بالحمى أو أعراض شبيهة بالالتهاب الرئوي. ثم تفشى المرض إلى المجتمعات الفقيرة الأخرى في أمريكا الجنوبية. وعليه فقد تم تعليق الرحلات الجوية و خفض عدد حجوزات السفر إلى النصف. بعد ستة أشهر ، انتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم.
ما هو فيروس الكورونا؟
لقد تم تصنيف الفيروس الغامض الذي انتشر مؤخرا في الصين ضمن مجموعة فيروسات كورونا الوبائية وهي عائلة كبيرة من مسببات الأمراض ومعظمها يسبب الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الخفيفة مثل نزلات البرد. إلا أن فيروسات كورونا قد تكون قاتلة في بعض الأحيان مثل سارس الذي ينتمي إلى تلك العائلة الخطرة حيث أدى إلى مقتل المئات في الصين خلال العقد الاول من الألفية الجديدة.
وتتمثل أعراض الكورونا في الإصابة بالحمى وصعوبة التنفس والسعال الشديد وأصيب بعض المرضى في بعض الأحيان بالالتهاب الرئوي ، وقد يصاب بعض حاملي الفيروس أيضا بأعراض خفيفة كاحتقان الحلق فقط مما يجعلهم يعتقدون انهم مصابون بنزلة برد عادية، وهنا تكمن خطورة الاستهتار بهذا الأمر البسيط الذي قد يخفي وراءه مشكلات أكبر.
وقد قام العلماء في الصين بسرعة إصدار تسلسل الحمض النووي الخاص بالفيروس وإرساله إلى كافة بلدان العالم لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة وسرعة الاستجابة إزاء التفشي الواسع للمرض. وهناك بعض الإجراءات الطبية المتبعة في معظم مطارات العالم حاليا حيث يتم فحص درجات حرارة المسافرين، ولكن المشكلة في أن لكل فيروس فترة حضانة معينة تجعل من الصعب اكتشافه لأن الأعراض لم تكتمل بعد.
ومن الدول الآسيوية التي حرصت على تطبيق تلك التدابير الاحترازية في المطارات، اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايلاند والفلبين وإندونسيا. وقامت كل من استراليا والولايات المتحدة الأمريكية بفحص المسافرين أيضا، كما أعلنت المملكة المتحدة بأنها سوف تقوم بفحص المسافرين القادمين من ووهان.
الجدير بالذكر أنه تم رصد الحالات الأولى في أحد أسواق بيع الأسماك في مدينة ووهان الصينية ومن ثم بدأ التفشي السريع للمرض من خلال انتقال العدوى التنفسية من شخص لآخر.
رابط المقال: اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا