بمناسبة “سبت النور” وبعد مشاهدة المناظر المقززة للممارسات الهمجية التي يقوم بها العدو الصهيوني في القدس ضد المؤمنين المتوجهين بخشوع للصلاة في “كنيسة القيامة”، اصدر منسق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود الدكتور طلال حمود البيان التالي:
بداية لا بدّ لنا ول بشكلٍ متآخر قليلاً من تهنئة اهلنا واخواننا المسيحيين الذين يتّبعون التقويم الشرقي بمناسبة ذكرى سبت النور ونتمنى ان يكون عيدنا في قيامة سيدنا المسيح سلام الله عليه قيامة لقيم العدل والمساواة والحق وانتصار لهذه القيم على شياطين الارض وفسدتها ومفسديها.
ونرجو في يوم قيامته ان يهدينا الى دروب قيامة كل بلادنا العربية وخاصة في لبنان الذي يرزح شعبه تحت وطئة سلطة فاسدة مفسدة نتنة تسببت لنا بأبشع صور الإنهيار والدمار على كل المستويات والتي تتجلى احد صورها على سبيل المثال لا الحصر، هذا المساء بغرق زورق طرابلس الذي يحمل ٦٠ من المهاجرين الذين يحاولون ان يجدوا لقمة العيش الرغيد في احدى البلاد الاوروبية بعدما اوصلتهم السلطات السياسية والمالية والقضائية في لبنان الى ان يعانوا اقسى انواع القهر والذّل والهوان نتيجة الفقر والجوع الذي يعانونه في جهنم التي وعدنا بها ويعى الى إيصالنا اليها جميع ساسة هذا الوطن الفاسدون.
وفي المقلب الآخر من الحدود وفي القدس تحديداً إن القلب ليبكي والعين لتدمع لرؤية مشاهد الإذلال والترويع والتضييق التي يمارسها جنود جيش العدو وشرطته على إخواننا المؤمنين الذي اتوا من كل حدب وصوب في القدس القديمة ومن مناطق ما يسمى بالخط الأخضر ومن الضفة الغربية وحتى من خارج فلسطين للإحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
وإن إبعاد افواج المؤمنين والإعتداء عليهم والتنكيل بهم ومنعهم من الوصول الى كنيسة القيامة هو خير دليل على ان هذا العدو لا يميّز بين مسلم او مسيحي في محاولاته لطمس هوية هذه الأرض ومنع أهلها الحقيقيين من ممارسة طقوسهم الدينية بحرية تحت عناوين ومبررات واهية غير منطقية ومنها انه يسعى للحفاظ على سلامتهم وتسهيل وصولهم الى هذه الإماكن المقدسة. بيننا نرى يفتح الطرق والساحات والباحات امام فلول المستوطنين لتدنيس كل اماكننا المقدسة المسلمة والمسيحية ساعة يشاؤون واينما يريدون دون اي رادع اخلاقي او موانع إدارية او قانونية بحجة حرية ممارسة المعتقدات الدينية للجميع؟!
فإلى متى سيبقى المجتمع الدولي ودعاة حقوق الإنسان في المجتمع الغربي تحديداً يحمون هكذا عدو ويدافعون عن ممارساته الوحشية والعنصرية ومتى سيدرك البعض ان هذا العدو لا يميّز بين مسلم ومسيحي في محاولاته للإمساك بعذه الأرض وطمس قضيتها وتشويه تاريخها وتراثها؟!
فعسى ان تكون هذه المناسبة بداية القيامة والخلاص لشعبنا الرازح في فلسطين تحت ابشع انواع الظلم والإستبداد والممارسات الوحشية لعصابات جيش متطرّف في دولة محتلة وان تفك هذه القيامة عصبة الشياطين المتسلطة التي اتت لإحتلال هذه الأرض المقدسة دون ان يكون لها اية صلة بتاريخها وبإرثها الديني والثقافي الحقيقي غير المزوّر حسب ما ارادوا واراد من ساعدهم في تأسيس هذا الكيان الغاصب؟!