الاحدثمراجعة كتب
رواية محطة العريس: سيرة مفتش ومدينة للدكتور محمد محسن | بقلم قاسم قصير
حكاية الوطن وبيروت وجيل جنوبي مناضل وقصص أخرى جميلة
في شهر رمضان المبارك وفقني الله لقراءة رواية الصديق والاخ العزيز الدكتور محمد محسن وعنوانها: محطة العريس ، سيرة مفتش ومدينة والصادرة مؤخرًا عن دار النهار في بيروت .
وعلاقتي بالدكتور محمد محسن تعود إلى نحو أربعين سنة عندما التقينا سوية في كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية للدراسة ومنذ ذلك الوقت كانت علاقتنا علاقة أخوة ولكن سفره إلى لندن ومن ثم انشغالاته الأخرى في التعليم وإدارة المعهد العالي للدكتوراة في الجامعة اللبنانية ابعدتنا قليلا عن بعض وكنا نلتقي في بعض المناسبات والأنشطة إلى أن التقينا مؤخرا خلال سفرنا إلى العراق لحضور أحد المؤتمرات وكان فرصة لاستعادة الذكريات الجميلة وحرارة اللقاء .
ولذا قررت أن أقرأ روايته حول محطة العريس وهي تروي سيرة والده المفتش حسن محسن وعلاقته ببيروت والمدينة والدولة ودوره في سلك التحري وعن عائلته وقريته وكل مناطق لبنان .
وبلغة سهلة وجميلة يكتب الدكتور محمد محسن مستندا على مذكرات والده ومن خلال العودة الى المصادر التاريخية والتوثيقية .
هذه الرواية الجميلة تروي عدة روايات في الوقت نفسه ، فهي تروي :
أولاً. تاريخ لبنان خلال مائة عام تقريبا من خلال المحطات السياسية والامنية والعسكرية المهمة.
ثانياً. تاريخ مدينة بيروت وتطورها وأماكنها الجميلة وما تعرضت له من احداث .
ثالثاً تاريخ قوى الأمن الداخلي والشرطة اللبنانية ودائرة التحري منذ إنشائها ايام الانتداب الفرنسي الى اليوم.
رابعاً. تاريخ ابناء الجنوب والمناطق اللبنانية الريفية الذين اتوا الى بيروت للعمل والنضال والدراسة ومعاناتهم وكيف ساهموا ببناء بيروت وتطورها ومعاناتهم في الحياة والعمل وكبفية تعاونهم فيما بينهم لتجاوز الصعاب.
خامساً. رواية عن عائلة جنوبية مكافحة من إحدى قرى منطقة جزين وتطورها خلال مائة عام وكبف تعلم ابناؤها وعملوا لمواجهة ظروف الحياة الصعبة وهجرتهم الى خارج لبنان وكيف واجهوا الاحتلال الإسرائيلي.
سادساً. رواية الإنسان المكافح حسن محسن وحياته العاطفية والعائلية والإنسانية وكيف واجه ظروف الحياة الصعبة منذ أن كان عمره عشر سنوات ونزوله إلى بيروت إلى حين وفاته .
ويضاف إلى كل ذلك تتضمن الرواية كيف تطور الرواية البوليسية وتطور تقنيات التصوير وكاميراتها.
إنها رواية جميلة توثّق لمرحلة جميلة من تاريخ لبنان وتطرح الكثير من الإشكالات والأسئلة وتجمع بين التوثيق التاريخي والصحفي وبين الاسلوب الروائي الجميل والسلس .
ومع أن الصديق الدكتور محمد محسن شخصية أكاديمية وعلمية فقد كشفت هذه الرواية عن ما يمتلكه من حس أدبي جميل وموهبة روائية واجتماعية وهي تفتح الباب له لكتابة المزيد من الكتب والروايات الجميلة خصوصًا انه يمتلك ارشيفاً كبيراً من صور والده وعائلته المناضلة .
كل التحية للصديق العزيز الدكتور محمد محسن وألف مبروك لصدور هذه الرواية الجميلة والتي تضاف إلى سلسلة إنجازاته العلمية والأكاديمية.