الاحدثمراجعة كتب
كتاب جديد من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت : ” منهجية الاستنباط في علم الكلام” | مراجعة لمى عطوي
صدر مؤخراً عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي كتاب بعنوان ” منهجية الاستنباط في علم الكلام” للدكتور مهدي نصرتيان أهور وهو دكتور في علم الكلام الإسلامي.وترجمه الى العربية الاستاذ رعد الحجاج .
وينطلق الباحث في هذا الكتاب من أهمية علم الكلام وكونه العلم الاكثر حيوية في العالم الإسلامي ورغم تراجع الاهتمام بهذا العلم إلا أنه اليوم يعود بقوة ليلعب دوره على الصعيد العقائدي والحوار بين الأديان.
فعلم الكلام يلعب دوراً مهما في استنباط المسائل العقدية وشرحها
و تنظيمها والدفاع عنها، لذا هو منذ البداية محط انظار العلماء المسلمين. كما كان هنالك اهمية للمنهج المستخدم في هذا العلم وقد حاز المنهج الاستنباطي اهمية أكثر من غيره لأنه يرتكز على دور العقل…وفي هذا الكتاب سيتم توضيح دور العقل في استنباط المعتقدات الكلامية مضافاً الى بعض المباني الدخيلة في الاستنباط.
الفصل الأول يتكلم عن مباني الاستنباط الكلامي وهو يتألف من خمسة محاور والمحور الأول بعنوان ” المعرفة والمعرفة الدينية والمعرفة العقدية مفهوماً” في هذا المحور يعمل الكاتب على ابراز معنى كل من المعرفة و المعرفة الدينية والعقدية. لكي يجيب الكاتب على هذه الاسئلة استخدم المنهج الوصفي- التحليلي ولكي يُعرف المعرفة قام بتعريفها لغةً واصطلاحاً فلغوياً قد يقول البعض ان المعرفة هي العلم والبعض الاخر يقول انها انواع معينة من العلم او انها أخص من العلم، واصطلاحاً تستخدم في معانٍ اصطلاحية عدة مثل ادراك الجزئيات، تذكر الشيء…بعدها عرف الكاتب الدين والمعرفة الدينية وإنها معرفة تحقيقية منسوبة الى الدين أما المعرفة العقدية فتطلق على كل انواع المعرفة المتعلقة بأصول الدين.
المحور الثاني الذي يتكلم عن عناصر المعرفة النقلية العقدية من عنصر الاعتقاد وغيره ويتم شرح عدة نقاط هنا فما يميز هذا البحث هو كثرة المعلومات والشرح المفصل والدقة وهذا يهم بشكل خاص من هو متخصص بهذا العلم. فتم التكلم في هذا المحور من المقاربات المختلفة في بيان ماهية الاعتقاد، النظرية الناظرة الى متعلق الاعتقاد، النظرية السلوكية، نظرية الحذف او الإلغاء، الرأي المختار في الاعتقاد، الاقوال المختلفة في التصديق اللازم في الاعتقاد، الاقوال المختلفة في دور عنصر التصديق في المعرفة…بعدها تم التحدث عن عنصر الصدق، التبرير والنظريات في كل منهم.
المحور الثالث يتحدث عن المراد من العقائد، واهمية البحث في هذا الموضوع لأنه لم يتم التطرق إليه في الكتب الكلامية بل أشير إليه في علم الأصول عند المتأخرين وفوائد هذا البحث هي معرفة مدى حجية الظن في الأمور الاعتقادية. هنا يتم التحدث في نقطتين اساسيتين: المعرفة العقلية و وجوب التدين.
المحور الرابع يتكلم عن أول الوجبات العقدية، فهنالك كثير من الكتب العقدية تطرقت للبحث في هذه النقطة وقد تحول هذا البحث لنقطة جدلية ولذلك اختار العلماء اول الوجبات كل واحد من وجهة نظره، لذا هنالك اربعة اقوال معروفة في هذا المجال وهم : الشك، القصد والإرادة، النظر والاستدلال العقلي، معرفة الله، التفصيل والمختار ولقد تم شرح كل هذه النقاط بشكل مفصل وعلمي.
المحور الخامس يتطرق لأصول الدين من حيث التعريف، المعيار والعدد حيث ان هذا المصطلح هنالك اختلاف عليه رغم أنه يبدو بديهي، فمن الإشكالات التي تواجهه أنه لا يتم التطرق إليه بطريقة صريحة ودقيقة، فرغم ضعف الابحاث إلا أنه تم التطرق في هذا المحور الى نقاط مثل: الاصل، المذهب، الدين، اصول الدين اصطلاحاً….ومن ثم جرى الحديث عن مفهوم العدل واهم الاقوال عن ذلك مثل: التوحيد والعدل، التوحيد النبوة والمعاد، التوحيد والنبوة والإمامة….
بذلك نصل الى الفصل الثاني الذي يتكلم عن المنهج العقلي في الاستنباط الكلامي،وفيه ثلاث محاور والمحور الاول بعنوان ” إعمال العقل النظري في استنباط المسائل الكلامية “حيث يتم ايضاح ان استشكاف القضايا العقدية واستنباطها كما في سائر القضايا هو رهن المصادر الكفيلة للوصول إليها فتتوقف صحة كل استنباط على المصادر ومدى صوابها. كما ان القضايا والمسائل المحصلة في علم الكلام ليست من سنخ واحد فبعضها لا يمكن استشكافه إلا عن طريق العقل وبعضها يأتي من المصادر الروحانية وبعضها بالعقل والوحي معاً.كما تم ذكر في هذا المحور مناهج العقل النظري وقواعد علم الكلام مثل كشف التلازم، برهان قياس الغائب على الشاهد، القواعد العقلية البديهية….ثم شرح النقاط بدقة عالية ومعلومات تحيط بكل ما يتعلق بالموضوع.
المحور الثاني يتكلم عن اعمال العقل العملي في استنباط المسائل الكلامية ويتكلم عن كثير من النقاط المهمة مثل: حجية العقل العملي، قواعد العقل العملي في علم الكلام…
نصل الى المحور الثالث الئي يطرح موضوع العقل الاستنباطي في علم الكلام النقلي ويناقش مواضيع مثل دور العقل في المنهج النقلي الكلامي من الدور الاستنباطي و الدور الدفاعي.
نصل الى الفصل الثالث والاخير الذي يتحدث عن المنهج النقلي في الاستنباط الكلامي ويتألف من ثمانية محاور الذي يقول ان استنباط المسائل الدينية المختلفة من الأدلة الوحيانية متوقفة على اثبات معرفية تلك الأدلة. كما تم ذكر ان هنالك مصادر مختلفة لها ومنهاالقابلية على نقل المعرفة الى البشر وهي: العقل، الوحي، الشهادة، المرجعية، الحس، الشهود، الفطرة والذاكرة. وتم شرحها كلها في المحور الأول وأما المحور الثاني فيتكلم عن الاستناد الى الظن في العقائد والثالث عن التقليد في العقائد، الرابع والخامس عن الوظيفة التعبدية للوحي والمهمة الإثارية له ووصولاً الى المحور السادس الذي يتكلم عن وظيفة التذكير للوحي والمحور السابع يتحدث عن انواع الادلة النقلية العقدية واخيراً المحور الثامن يتحدث و يناقش اشكالات تطبيق الادلة النقلية في العقائد.
من هنا ينتهي هذا المبحث المهم في هذا الكتاب الذي يمكن للجميع الاستفادة منه بشكل عام ويمكن طلاب العلوم الدينية والمختصين بعلم الكلام
. الكتاب يحتوب على معلومات مهمة وغنية، ويتطرق الى مصطلحات متنوعة وجديدة.و يتميز بدقة في الشرح والبرهان ويجيب على العديد من التساؤلات حول علم الكلام ودوره اليوم في الدفاع عن العقائد الدينية .