لقاء حواري في مركز الحضارة بشأن كتاب الإمارة الإسلامية ونظامها
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
انعقد في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت لقاءً حواريًا بشأن كتاب الإمارة الإسلامية ونظامها لمؤلفه الشيخ عبد الحكيم الحقاني وهو قاضي القضاة في إمارة طالبان والكتاب يُعد الخلفية الفكرية للنظام السياسي المعتمد من قبل حركة طالبان وهل هذا الكتاب هو مرجع دستوري لها. وممّا يسمح بهذه النظرة إلى الكتاب مؤلّفه صاحب الموقع الفكري والسياسي، واطلاع أمير حركة طالبان الشيخ هبة الله اخوند زادة على الكتاب وتأييده لمضمونه بعد عرضه على مجموعة من العلماء المعتمدين في الحركة.
والهدف من اللقاء التعرف على الفكر السياسي والموقف الفقهي الذي تؤمن به حركة طالبان الحالية على أساسه بعد عودة سيطرتها على أفغانستان.
وقدم للقاء الصحافي قاسم قصير وشارك فيه الأستاذة في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية الدكتورة هالة ابو حمدان والباحث في الشأن الإسلامي الدكتور عثمان بخاش والباحث الإسلامي الدكتور وائل نجم والشيخ محمد زراقط والدكتور عبد الأمير زاهد وعدد من الشخصيات الفكرية والدينية والإعلامية.
الأستاذ قاسم قصير تحدث عن أهمية الكتاب كونه يعرفنا على أجواء النقاشات السياسية والدستورية في أفغانستان اليوم ومن أجل الاطلاع على رؤية حركة طالبان حول مستقبل أفغانستان.
الدكتورة هالة ابو حمدان تحدثت عن تفاصيل الكتاب وما يتضمنه من آراء فقهية وسياسية ودستورية حول إدارة الحكم والموقف من الديمقراطية والمرأة والحريات والمذاهب الأخرى ومن ثم قدمت قراءة نقدية لما تضمنه وبخاصة بشأن المرأة والديمقراطية وقدمت رؤية خاصة بشأن علاقة الإسلام بالديمقراطية مؤكدة أن أسس الديمقراطية لا تتناقض مع أسس الحكم الإسلامي.
الباحث الدكتور عثمان بخاش قدم قراءة نقدية للكتاب معتبرا أنه عملية جمع وإعادة صياغة في بعض الحالات لآراء الفقهاء المسلمين وبعض المفكرين بشأن الحكم وإدارة البلاد معتبرا أن الكتاب ينقصه الكثير من المواضيع المهمة وبخاصة في القضايا الاقتصادية وان إصدار الكتاب وموافقة قادة طالبان عليه يعتبر محاولة من الحركة التوفيق بين رؤيتها الإسلامية والواقع الدولي الجديد وان الحركة أمام تحديات كبيرة اليوم كي تنتزع اعتراف العالم بها.
من جهته الدكتور وائل نجم أكد أهمية صدور الكتاب في هذه المرحلة مع أنه ليس كتابًا دستوريًا بل نتاج فقهي وهو يراعي ظروف المجتمع الأفغاني وهو يشكل محاولة من حركة طالبان للخروج من طريق الثورة إلى منطق الحكم والدولة.
الشيخ محمد زراقط اعتبر أن إحدى أهم مشاكل الكتاب هو أنّه يبدو مكتوبًا في عزلة زمانية ومكانية؛ حيث لم تستفد حركة طالبان من التجارب الفكرية الإسلامية المعاصرة التي كان يمكن أن تسهم في تطوير الفكر السياسي عندها، ومن التجارب التي لا يمكن أن نعفي الحركة من مسؤولية ملاحظتها تجارب تشترك معها مذهبيا أو تختلف.
الدكتور عبد الامير زاهد عرض لبعض الملاحظات حول الكتاب والحركات الإسلامية داعيا للتمييز بين الجانب التاريخي والفكر الديني على صعيد الحكم.
ومن ثم قدمت عدة ملاحظات واسئلة من الصحافية منى سكرية والإعلامية سلوى فاضل والباحث نسيب شمس والشيخ مروان الميس والأستاذة هاجر صالح والاستاذ نادر المولى .
وجرى نقاش بشأن الإشكالات عن الكتاب والتأكيد على أهمية التعرف على تجارب المسلمين وبخاصة في أفغانستان وباكستان والهند واندونيسيا وماليزيا وغيرها من البلاد الإسلامية.