الاحدثدولي

ترامب يُصاب برصاصة ويكمل برامجه المعتادة وبايدن يُصاب بالكورونا ويغيب مرة أُخرى…! | بقلم علي الهماشي

ربما تكون المرة الأولى التي يشعر فيها الديمقراطيون بالحرج الكبير وانتظار خسارة تاريخية على مستوى مقاعدهم في الكونغرس ومجلس الشيوخ.

بقاء المشهد على ماهو عليه لا يعني ان الطريق بات سالكًا لترامب للبيت الابيض مرة أُخرى، ولكنه ينبأ بتغيير تاريخي في شكل الولايات المتحدة.

هذا التغيير سيكون في بُنية البلد الداخلية، وكذلك في شكل العلاقات الخارجية، ونشاط الولايات في المنظمات الدولية.

سترى بلدان تتنفس الصُعداء بمجيئه، وبلدان أُخرى تدخل إنذارًا غير مسبوق.

وقد عُرف عنه (التهور ) في قرارته وانفراده في المسائل الحساسة ولم يشارك قراراته مع الكونغرس فيما مضى، كل هذه الأمور تشعر السياسين الأمريكيين بالقلق الشديد.

في تحليلي السابق الذي تناولت ما بعد المناظرة كنت انتظر مفاجآت، وجاءت المفاجأة الأولى لصالح ترامب بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي لم يُكشف عن كل الخيوط بعد، وربما لن تُكشف سيما بعد مقتل المنفذ الأول،ومثل هذه العمليات من النادر أن تكون بتخطيط فردي، وبالنظر لعمر المنفذ وخلفيته تجد نوعًا من الغموض وفي بداية العشرينيات من عمره، مع خبرة عالية في التصويب على الهدف ونوع السلاح المستخدم كلها أُمور اعتدنا ان نراها في المشهد الأمريكي في طريقة إخراج الحدث التي تقنع المتلقي وبعض الأحيان يضع المئات من علامات الاستفهام.

وإن لم تحدث مفاجآت أخرى تكون أسهم ترامب بارتفاع، وليس بحاجة الى فعاليات أُخرى، لكن شخصيته الانفعالية والعدوانية لا ترحم خصمه وسيوغل في توجيه الضربات له، وهو ما يقلق أعضاء الحزب الديمقراطي، فما كادوا يلملون جراح المناظرة حتى جاءت الطلقة التي أذت بايدن أكثر مما أذت ترامب، ليأتي خبر اصابته بالكورونا، وهذا لا يتماشى مع العقلية الأمريكية التي تبحث عن رئيس قوي !.

ولكنها في ذات الوقت تبحث عن الاستقرار، وترامب لا يوفر أي جو من الاستقرار،وكانت ولايته الاولى قلقًا للجاليات المتعددة في الولايات المتحدة، والتي كادت تصل للمواجهة في قراراته بشأن الهجرة وجدار الفصل مع المكسيك.

وربما تكون هذه الاجواء الانتخابية في الولايات المتحدة من أخطر الاجواء التي مرت بها الولايات المتحدة، وترامب لا يرضى الا بالفوز الساحق !! وهو لا يرضى بتكرار ما حصل في فوز بايدن في الانتخابات المقبلة، وقد يكرر مناصروه أفعالهم وبطريقة أشد فيما لو حدثت مفاجأة أُخرى في المشهد السياسي.

حتى هذه اللحظة تحاول المؤسسة الأمريكية الحاكمة (لا أقصد به جهاز بايدن) وإنما الحكومة الحقيقية أن تستوعب المشهد مابعد عملية الاغتيال الفاشلة، وما تعودنا عليه هو التعامل مع المفاجآت وتحويلها الى عوامل نجاح، وربما أحدثت عملية الاغتيال تحولًا في سلوك ترامب تجاه الآخرين وهذا ما سنقرأه فيما بعد سواء فاز بالانتخابات وهو المتوقع حتى الآن أو لم يفز.!

اصرار بايدن على المضي بالترشيح يقرأه اعضاء الحزب الديمقراطي بأنه مزيد من الانحسار لهم، وقد نشهد اغلبية غير مسبوقة للجمهوريين في المشهد السياسي.

هذا الأمر يقلق المؤسسة الحاكمة بحيث تكون يد ترامب فيما لو فاز مطلقة هذه المرة على خلاف ولايته الاولى.

وترامب لديه مشاريع خطيرة لم يسعفه الوقت في تنفيذها في ولايته الأولى، قد تقوض (ديمقراطية ) الولايات المتحدة، وهذا ما يقلق المؤسسة الحاكمة اكثر من سقوط بايدن.

فهل يُجبر بايدن على الانسحاب والتقاعد لتقليل الخسائر أم سنشهد مفاجئات أُخرى !!!.

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى