يمين متطرف وحرق القرآن في السويد ويسار أوروبي…
البدعة السياسية سابقًا وحاليًا و المستخدمة لوصول اليمين المتطرّف الى السلطة في اوروبا الغربية هي المنافسة على كراهية المسلمين واللاجئين والمهاجرين وقد نجح المحامي راسموس بالودان المولود سنة 1982 في شمال نيوزيلاندا والحامل للجنسية السويدية اضافة للجنسية الدنمركية والعامل كمحام دفاع جنائي والمؤسس لحزب هارد لاين في استفزاز مشاعر المسلمين بحرق القرآن الكريم عدة مرّات في الدنمرك قبل ان يعيد الكرة في السويد قبل ايام ما أثار احداث شغب ضد الشرطة السويدية التي حاولت تهدئة روع المحتجين.
الى هنا الأمر ليس مستغرباً اذا عرفنا ان الانتخابات النيابية في السويد ستجري بتاريخ 22ايلول من هذه السنة ويعقد المتطرفون اليمينيون كديمقراطيو السويد والبديل لأجل السويد الامل في تحسين مواقعهم في البرلمان البالغ 349عضوًا.
لا مادة لليمين المتطرف ولليمين عموما غير تحميل ما يسمّونه الغرباء كلّ الازمات الاقتصادية المتتالية كتمويه واضح عن ازمة الاقتصاد الرأسمالي المترنح والمفضوح بعد جائحة كورونا و ازمة الركود في الاقتصاد الاميركي سنة 2008.
من كتيبة آزوف في اوكرانيا مرورا بمارين لوبن وايريك زمور في فرنسا و حزب جوبيك المجري وحزب البديل الالماني والحزب الوطني البريطاني وصولا وليس أخيرًا لمتطرفي حزب الشعب الدنمركي والخطاب نفسه ومشترك ضد المهاجرين والمختلفين لغة وعرقا ولونا وانتماءً.
العمال من المهاجرين ليسوا سبب ازمات اقتصادية بل أجر بسيط مقابل عمل لا يقوم به ابناء البلاد.
وحدهم اليساريين والمثقفين المستقلين هناك يدافعون عن الحقيقة ويبرؤون الابرياء ويتهمون من يقف فعليا خلف الازمات.
ازمة الرأسمالية .
تحاول رئيس الحكومة الحالية ماغدالينا اندرسون(يسار وسط) ان توفق بين الحرية الشخصية التي يحميها القانون وبين مشاعر مؤمنين لا ينتبهون ان المستهدف وجودهم وليس كتاب الله القرآن الكريم.
لا يستطيع كائن حرق كلام الله.
الانزلاق والسقوط في افخاخ اليمين المتطرف لأكبر خدمة تقدّم للصهيونية العالمية التي ما زالت تقنع العالم ان التعايش بين مختلفين في الانتماء مستحيل ما يبرر قيام دولة العدو الاصيل اليهودية القومية والقومية اليهودية.
يبيح بعض علماء المسلمين حرق القرآن التالف والمهترء الاوراق ويحرمّون فعل ذلك كإهانة وكتحقير لكلام الله.
اغتصبت عصابات اليمين الصهيونية الفلسطينيات قبل قتلهن لاستفزاز مشاعر العرب المسلمين والمسيحيين لتهجيرهم قبل وقوع العار.
اللاعب الايطالي ماتيراتزي استخدم الاستفزاز نفسه ضد زين الدين زيدان عندما شتم له اخته اثناء المباراة النهائية لكأس العالم بين فرنسا وايطاليا سنة 2006 ما جعل اللاعب الجزائري الاصل ينطح اللاعب الايطالي برأسه ليخرج من المباراة.
هوالعقل نفسه يبحث عما يستفز مشاعر العرب والمسلمين في الصميم لاستدراجهم الى معارك وهميّة والى تضحيات غير مجدية الا لزيادة الكراهية لهم لطردهم.
للقرآن رب يحميه والاقدار كفيلة بالانتقام من مفترين.
الهدف احفادهم الذين تعلموا اللغة واندمجوا في المجتمعات وصار لهم شأنًا و رأيًا وفي اغلب الاحيان لا يخونون فلسطين وهنا قلب المسالة والهدف.
وليحرق هذا التافه غير المتزن نفسيا وليشتم انه لا يهين الا نفسه والرد لا يكون بالحجارة وبالاستيلاء على سيارات الشرطة ولا في اشعال النار.
غباء غير مقصود.
الافضل، الاحتجاج عبر التبرع بالدم للصليب الاحمر السويدي و في حملة نظافة لشوارع المدينة وفي زرع الاشجار وفي الصلاة لله كي يهدي اليمين واليمين المتطرف ليعودوا لصوابهم الانساني.
انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق* لا للثأر من تافهين.
وحده اليسار في اوروبا والمثقفين المستقلين يدافعون عن المهاجرين وهذا اليسار نفسه الذي تطارده الحركات الاسلامية من دار الى دار ومن زنكة الى زنكة في بلادنا ويمنعونهم من الوصول الى مجلس النواب بحجة ضعف الايمان.
وحدهم اليساريون يؤمنون بالله.
كتب على اليساريين ان يقفوا سدا منيعا امام الباطل اكان من اليمين ام من الاصوليات الدينية المسيحية او الاسلامية مبشرين بالاشتراكية وبالمساواة وبالعدالة وبما اراده الله لمؤمنيه من خير عام عبر تأميم الثروات الوطنية وعبر منع استغلال المؤمن لأخيه الانسان.