في ذكرى استشهاد الثائر الأممي الكبير ارنستو تشي غيفارا الذي ما زالت صورته وسيرته وأفكاره تُحرّك الملايين من شباب العالم الذين رأوا في هذا المناضل الذي كان العالم كله ساحة لنضاله ، رمزاً ثورياً كبيراً، نذكر مناضلين عربين كبيرين استشهادا في ذكرى استشهاد غيفارا في مثل هذه الأيام عام 1967.
أولهما مناضل عربي من تونس تم اغتياله في بيروت بعد سنوات اربع على اغتيال غيفارا،. وكان اغتياله على يد أجهزة أمنية في بلاده على الارجح كونه كان معارضا شرساً للنظام الحاكم في بلاده كما كان من أبرز المرتبطين بقضية فلسطين واشدّهم حرصاً على النضال في صفوفها، انه المناضل والقائد البعثي عمر السحيمي ،الذي كنّا وما نزال نطالب السلطات التونسية الكشف عن الجهات التي ارتكبت جريمة اغتياله أمام منزل صديقه استاذنا الراحل منح الصلح في بيروت في مثل هذه الأيام في تشرين اول عام 1971.
أما شهيدنا الآخر فهو القائد الفلسطيني والعربي والاممي الكبير ماجد ابو شرار عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ورئيس مجلس الإعلام الفلسطيني الموحّد بعد استشهاد رئيسه الشاعر الكبير كمال ناصر مع رفيقيه ابو يوسف النجار وزوجته وكمال عدوان في 10-4-1973.
لقد جرى اغتيال الصديق والاخ الحبيب ماجد في روما على يدّ الموساد الصهيوني إبّان مشاركته في مؤتمر أممي لنصرة القضية الفلسطينية وما زال القاتل مجهولا عند السلطات الايطالية رغم مرور41 عاماً على تلك الجريمة التي استهدف فيها الموساد قائداً فلسطينياً تميّز بالشجاعة والصلابة والمبدئية والحكمة والنضج السياسي مكّنه أن يكون منارة فلسطينية مشعّة وجسراً وطيداً بين إخوانه الفتحاويين خصوصاً والفلسطينيين عموما.
كان حديثنا عن أيقونة النضال الأممي غيفارا لا يغيب عن جلساتنا مع المناضل القومي العربي عمر السحيمي والقائد الوطني التقدمي الفلسطيني ماجد ابو شرار وكأن شيئاً في داخل كل منهما يدفعهما إلى احساس غامض بأن مصيراً مماثلاً لمصير غيفارا ومصير قامات كبرى ينتظرهما، مصير الاستشهاد في سبيل قضايا كبرى.