بين الحكام الذين مرّوا على العالم حكّام رحلوا تاركين اطيب الأثر لدى شعوبهم، وحكّام هربوا من قصورهم كما الفئران من الجحور.
القصة الأولى حصلت في موريتانيا قبل عقود حين زار موبوتو نواكشوط واستقبله لثلاثة ايام الرئيس الموريتاني المختار ولد داده ،اول رئيس بعد الاستقلال لبلاده لاحظ موبوتو أن المختار لم يغيّر بذلته ابداً طيلة الزيارة فكتب شيكاً بقيمة (5) ملايين دولار أعطاها لسكرتير ولد داده مع عنوان واحد من أهم مصممي الأزياء في باريس ثمن بدلات للرئيس الموريتاني.
حين احضر السكرتير الشيك لولد داده أمر بإرساله إلى وزارة المال وطلب من الوزير صرفه على إعداد معهد للمعلمين والمعلمات في العاصمة.
مرت سنوات ليزور موبوتو المغرب فاتصل به ولد داده طالباً منه المرور على نواكشوط ولو لساعات.
مرّ موبوتو بالفعل على العاصمة الموريتانية ليفاجأ بلافتات على طول الطريق من المطار ترحّب به وتشكره على هديته.
استغرب موبوتو الأمر وسأل ولد داده الذي لم يجبه على سؤاله بل صاحبه إلى مبنى معهد المعلمين والمعلمات قائلا، هذه هي هديتك ال 5 ملايين دولار التي قدمتها في زيارتك السابقة، فبلدنا يعاني من الأمية وشعرنا أن افضل ما نفعله هو التركيز على التربية والتعليم.
أما القصة النقيضة فهي من سيرلانكا هذه الأيام حيث يعاقب الشعب حكّامه الفاسدين بالمظاهرات الصاخبة المُطاردة لكل فاسد، والتي اضطرّت رئيس الجمهورية إلى الفرار من قصره ورئيس الوزراء إلى الاستقالة من منصبه.
فعلى حكامنا في الوطن العربي أن يختاروا بين حاكم نظيف خلّده شعبه، وآخر فاسد طرده شعبه.