لقد شرعت لنا أزمة الكورونا COVID-19 الابواب على أطر جديدة وطرائق تفكير مختلفة وآليات غير متعارف عليها نسبيا , لتحديد المعايير المناسبة للحوكمة الشاملة ( البيئية والاجتماعية والاقتصادية ) من اجل مد االدعم والمساعدة للحكومات والمؤسسات والادارات العامة منها والخاصة بتحميسها على الالتزام من اجل تحقيق المرونة على المدى الطويل , ذلك ان الفائز ليس الاكثر قوة او قدرة او ذكاءا انما الذي يتحمل اكثر ويصبر لمدة اطول باتباعه الارشادات والقواعد ,حيث ان النجاة تكمن في المرونة.
ذلك ان عوامل الحوكمة الاستراتيجية ذات التأثير المادي المتحول والذي يمكن ان يتغير بأي وقت وبمروره , لذلك يعد العمل على تحديد هذه العوامل بدراسات استشرافية واستباقية امرا ضروريا وفائقا في الاهمية من اجل البقاء والصراع على النجاة , انها القوة الحقيقية على المدى الزمني الطويل وهو نفسه التأثير المباشر لوباء الكورونا COVID-19 , لذلك ينبغي علينا الشروع في اطلاق الاطر الخلاقة والجديدة للمساعدة في كيفية تحويل عوامل الحوكمة ( الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ) لان تصبح مادية واهم من المال في المستقبل انطلاقا من الوعي والمعرفة واللذان يعتبران اهم من المال حاليا , انه الاستثمار من اجل مستقبل افضل .
حيث يعتمد البناء لأي نشاط مرن بشكل متزايد على ماهية الاستعداد لتأثير العوامل الغير المالية متضمنة حكما مجمل القضايا المتعلقة بالادارة والبيئة والمجتمع , اذ اننا نرى وانطلاقا من الاثار الحالية للكورونا وخصوصا الادارية والتجارية منها وكيفية تعامل السلطات والمؤسسات والشركات والادارات بتخبط واضح وفوضى متجلية مع هذه العوامل المادية منها سواء المالية والغير المالية , والسبب في ذلك مرده لعدم المعرفة والاستهتار وسوء التقدير حيث اننا حاليا في عين عاصفة لمعركة شرسة مع النفس, قوامها التفريق بين ما هو مالي وغير مالي من كل الامور المادية وبالطبع بما يتناسب مع الظروف الواقعية , حيث تتصدر الصحة والنجاة بالارواح حاليا اعلى الهرم الديناميكي للمادة مع تبعثر ملحوظ في التقييم للعديد من الاولويات والقيم , والتي تتطور سريعا وبشكل فجائي وغير متوقع وذلك كله من اجل تحقيق الحد الادنى من النجاح والربح المتمثل طبعا بحب البقاء والاستمرار والظفر بالصحة , لذلك يفترض الامر بالمستثمرين بالمعرفة وباي نشاط وليس الاستثمار التجاري فقط ان يجهزوا انفسهم ويتسلحوا بمناهج وقواعد تطلعية واستباقية للاهمية المادية .
حيث تلوح في الافق بشائر واضحة لاحتضان عصر جديد من الماديات الحيوية وهو تسخير لعملية التغيير في نظام الحوكمة العالمي والذي سوف يقوم بالتحديد بحسب المعايير الخاصة والواقعية للماديات بين المالي والغير المالي , ضمن اطار عمل جديد وجوهري يعتمد بشكل اساسي على كيفية تحديد قضايا الحوكمة من الناحية المالية بمرور الوقت.
ان عصر اليوم والذي يتسم نوعا ما بالصراحة والشفافية المتزايدة والحارقة، يمتاز ايضا بسرعة الحركة وانتقال الخبر سواء كان صحيحا او اشاعة يسلط الضوء ايضا على اهمية الافصاح المعزز والامتثال من اجل عدم التهميش وهذا يعني ايضا زيادة الشفافية ذلك ان المعدلات التي تتحول فيه المشكلات الغير المادية الى مادية تتسارع .
علينا اذا ان نعترف ان الوقت والذي نتعلم فيه في الوقت الفعلي وبشكل حقيقي مع انتشار وباء الكورونا COVID-19 وأثاره غير متوقعة ولكن خسائره مقلقة وغير محصورة , لذلك يحدو بنا الامل والمسؤولية والتقدير الصحيح اليوم ان نأخذ في عين الاعتبار العوامل الغير المالية في خطط الاعمال ( الطويلة والمتوسطة والقصيرة ) الاجل وان لا نهملها , فيجب العمل على تطلع محسوس لكل صاحب نشاط فعلي للتكيف مع اي خطة لحفظ وانشاء قيمته ازاء المشهد الجديد , وتلك القيمة هي لا شك المرونة من خلال تحسين الاداء في مواجهة المشكلات المادية الحالية والمستقبلية من اجل الحماية والضمان .
هنالك في هذه الاثناء اتجاه جدي يعكف عليه مجموعة من الخبراء وبشكل متزايد وملح لتطوير الادوات والقدرات خصوصا تلك التي تمكن وتساعد في انشاء الاستراتيجيات المستدامة , حيث تتضمن هذه القدرات نماذج مبتكرة واعتبارات تكاملية أعمق , ذلك ان ما هو غير مادي من الناحية المالية سوف يصبح ماديا في المستقبل , وهي عملية تسمى في الاستراتيجية ” المادية الحيوية والديناميكية ” حيث سرعتها وحركتها الكورونا المستجدة والغير الجديدة , انها تحدد وتشير بأن هناك الكثير من القضايا الغير الجوهرية اليوم لكنها ستكون جوهرية في الغد ولا يمكن الاستغناء عنها.
للاشتراك بالنشرة البريدية <a href=”http://box5852.temp.domains/~iepcalmy/strategicfile/subscribe/”>اضغط هنا </a>