أدى انسحاب القوات العسكرية الأميركية من أفغانستان إلى سيطرة طالبان على البلاد.
تشير صور المواطنين الأفغان الذين يفرون من البلاد عند دخول قوات طالبان إلى البلاد إلى القسوة التي يعرفها طالبان ، وقلق السكان المدنيين مما سيحصلون عليه في المستقبل.
كما ينظر السكان الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى الصور بقلق ، فيما يشيد قادة حماس في قطاع غزة ويهنئون طالبان على إنجازاتها.
من الواضح لجميع الفلسطينيين أنه إذا سيطرت حماس على الضفة الغربية ، فسنرى صورًا مماثلة.
كانت قد قالت “حماس” في بيان نشر عبر موقعها الإلكتروني: “تبارك حركة المقاومة الإسلامية حماس للشعب الأفغاني المسلم اندحار الاحتلال الأميركي عن الأراضي الأفغانية كافة، وتهنئ حركة طالبان وقيادتها الشجاعة على هذا الانتصار الذي جاء تتويجا لجهادها الطويل على مدار عشرين عاما مضت”.
وأضافت: “وإذ تتمنى الحركة للشعب الأفغاني المسلم وقيادته التوفيق فيما يحقق لأفغانستان وشعبها الوحدة والاستقرار والازدهار، لتؤكد أن زوال الاحتلال الأميركي وحلفائه، ليثبت بأن مقاومة الشعوب وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني المجاهد موعدها النصر وتحقيق أهدافها في الحرية والعودة بإذن الله”.
إذن فحماس تشبه نضالها بنضال الأفغان ضد الولايات المتحدة الأميركية، أي أن ما حدث للشعب الأفغاني من خوف وهلع بعد أن أمسكت طالبان بزمام السلطة، قد يحدث كذلك للفلسطينيين وبخاصة سكان الضفة الغربية.
إن ما حدث في افغانستان لن يكون تأثيره عليها فقط، بل ربما تمتد توابعه إلى الشرق الأوسط بأثره، في ذلك السياق يشير زكي بن أرشيد في رأي اليوم اللندنية إلى تأثير محتمل لما حصل في أفغانستان على محددات السياسة الخارجية الأميركية بما يتطلب “إعادة تعريف المصلحة وما يتبع ذلك من مواقف وتوجهات” تجاه دول وقضايا منطقة الشرق الأوسط في ضوء ما حدث في أفغانستان.
ويسقط الكاتب ذلك على تعامل أميركا مع إيران و”قضايا دولية أخرى أهمها القضية الفلسطينية بعد معركة القدس الأخيرة التي ظهرت فيها إسرائيل بأنها عاجزة عن حسم المعركة أو حماية البلاد من صواريخ المقاومة”.
يقول أرنست خوري في العربي الجديد اللندنية إن على منطقة الشرق الأوسط “انتظار تكرار مشاهد أفغانية عندنا، من فلسطين والعراق وسورية ولبنان واليمن وأماكن أخرى، ويشير إلى “تشابُه أوضاع كثيرة في منطقتنا مع ظروف أفغانية.
ويقول: “ألا تتماثل صور هؤلاء الخارجين من الكهوف، محتفلين على ظهور مركبات أميركية، مع استعراضات “داعش”، الأخ غير الشقيق لـ”طالبان”، أيام اجتاحوا حواضر عربية في الرقّة والموصل وصلاح الدين ودير الزور؟ أوليس مطابقاً مع ما لا نزال نراه في المناطق اليمنية التي تحكمها جماعة الحوثيين، التي تشرب من نبع متفرع من العين الذي ينهل منه كل من “داعش” و”طالبان” وكذلك حماس؟