العصامي حتى العظم… الجردي الحقيقي كتب أكرم بزي
أضم مشاعر الحزن لدى ولدى فريق الملف الاستراتيجي إلى كلمات السيد أكرم المؤثرة والصادقة. لم أرى عصام، رحمه الله منذ زمن لكني عرفته في بيروت قبل أن نلتقي صدفة في الكويت أوائل التسعينات. كان أستاذا مستمعاً، لديه الكثير لمن يعرف أن يسأل ولديه الضحكة اللطيفة لكل من عرفه. رحم الله عصام الجردي ابن الجيل الذي لن يموت. (بيار الخوري)
الرجل الصلب بقسمات وجهه القاسية بخطوطه العريضة الممتلئة خبرة وحنكة وقلبه الأبيض كثلج الجبل… الكريم حتى آخر قرش، لم ينحني أبداً ولم ينثني الا في مرضه، النظيف الذي لم تقربه وساخة المال وان عز، المحارب الشرس لحقوق الفقراء، والعنيد الشرس في مناصرة حقوق المستضعفين. لم يرتش عصام الجردي كغيره من صحافيي “الدولار”، ولو قبلها لكان من “صاحب ورئيس تحرير أكبر الصحف”… رفض الرشاوي ولفظ أصحابها.
في صحيفة السفير، تهافت عليه طلاب الجامعات على اختلاف مشاربهم لينهلوا من خبرته ومعلوماته ولتعلم أسلوبه الحاد في الكتابة، وخاصة في لغة الأرقام والميزانيات على انواع جداولها، المثقف والخبير والأكاديمي بلا شهادات، والمرجع الاقتصادي بلا اعتمادات، والأديب المؤدب بلا مجاملات.
خمسون عاماً قضاها ما بين الصحافة اللبنانية والعربية، بقلمه “الجاف” والحاد كسكين المقصلة، يهابه خصومه من الرأسماليين والفاسدين وأرباب المؤامرات والصفقات، ويحنو إليه الأصدقاء لصدقه واستقامته واخلاصه لهم.
الصحافة اللبنانية والعربية خسرت اليوم قلماً عز نظيره، في عالم الاقتصاد والأعمال والسياسة، ونحن خسرناه كأصدقاء، مرجعاً لنا وملاذاً في الشدائد والمحن العضال.
رحمك الله أيها الزميل الصديق الصدوق عصام الجردي وإنا لله وإنا إليه راجعون.