ذكر هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية السابق وهو كان أحد عرّابي السلام في الشرق الأوسط في إحدى أطروحاته السياسية، عن الفوضى وكيفية إيجادها ونتائجها التي تخلق وتولّد الهدف.
إيجاد الديمقراطية بدلًا عن الأنظمة الإستبدادية حتى وإن كان الطريق إلى الديمقراطية عن طريق زعزعة الإستقرار وإثارة الفوضى،
من خلال توليد الصراعات المذهبية والدينية والتنافسية وإشاعاتها وإدخال البلاد في أزمات إقتصادية وعسكرية وتقوم بتغذيتها عبر أجهزة مخابراتها لكي يتأجج الصراع وتبدأ البلدان في الإنحدار، وعندها لن تجد أمامها أية حلول إلا الرضوخ إلى الإرادة الدولية، لكي توجد لها الحلول لمشاكلها المتفاقمة نتيجة صراعاتها الدائمة وفي الوقت ذاته تكون إسرائيل في حالة من الإستقرار والإسترخاء وبقية الدول المحيطة بها في حالة من الصراع الذي قد تكون أسبابه الأساسية السياسات المتبعة من قبل الحكومات والأنظمة وإلى المشاكل الإقتصادية التي كانت من الأسباب الرئيسية لثورات الربيع العربي التي طالت الكثير من الحكومات الجمهورية والقت بظلالها المفزعة على بقية الدول العربية ومنها ذات الأنظمة الملكية.
الغرض منه خلق فزاعة التغيير لإيجاد الفرص لتمرير الأجندات التي تخدم مصالح التنظيم الدولي وإسرائيل وشعوب وعربية مثخنة بالجراح الداخلية ووجود قوى تتابع المشهد في حالة انتشاء واسترخاء لنزيف الدم العربي، وعمليات التجييش وتكوين المليشيات من قبل الجماهير العربية والانسجام التام لهذه الفوضى الخلابة التي جاءت نتيجة الصراع الطويل وعدم حسمه في كثير من الدول لذا لتحقيق الهدف الثاني من هذه الفوضى وهو إضعاف الدول والأنظمة وتمرير الأجندة وهذا ماتم استثمارة خلال هذه الفترة من قبل إداة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باعترافه بسيادة دولة الكيان الصهيوني الغاصب على مرتفعات الجولان السوري العربي المحتل وسيادة إسرائيل على القدس واتخاذها عاصمه للكيان الإسرائيلي.
وتراجع الموقف العربي الرافض للإحتلال الإسرائيلي وتصرفاته السياسية الرعناء بدخول عدد من الدول العربية تحت مظلة التطبيع وخروجها من الصف الممانع والرافض لإقامة اي نوع من العلاقات المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الإسرائيلي دون تطبيق مبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطين على ترابها الوطني، كل هذه الإنقسامات والتصدعات في المواقف العربية جاءت للسياسات التي تم اتباعها في المواقف المؤيدة والمعارضة لثورات الربيع العربي، والضغوط التي مارستها الإدارات الأمريكية المتعاقبة من إدارة اوباما حتى إدارة ترامب لكسر عصا المقاومة العربية التي كانت بمثابة الشوكة في حلق التطبيع مع الكيان الصهيوني، الكثير من الأنظمة العربية التي وقفت ضد ثورات الربيع العربي كانت نظرية الفوضى الخلاقة الرجعية التي تحمل الكثير من تحليلات والتفسيرات لما كان يحدث على الساحة العربية بأن ماكان يحدث من تأثير المخابرات الدولية ونشر الفوضى الخلاقة لكن تم تفنيدها من قبل الكثير من شعوب الوطن العربي وتم إثباتها على أنها خلابه وترتاح لها جميع الأنفس لإستمرار النزاعات الداخلية التي تؤثر على مستقبل الأمة العربية…