ليكن يوم 15 أيار 2022 يوم غضب ورفض | بقلم د. أمين صالح
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
أيها المواطنون ،
يوم الخامس عشر من أيار 2022 سيكون يوماً جيداً للدولة العميقة في لبنان المكونة من الزعماء السياسيين للطوائف والمذاهب وأرباب الرأسمالية اللبنانية المتوحشة ، حيث ستتمكن من الفوز في الإنتخابات النيابية وتعيد التمديد لسلطتها والتجديد لمكوناتها برغم كل ما ارتكبته من جرائم مالية وإقتصادية وسطو على المال العام والخاص أدت الى انهيار البلاد وإفاسها .
إن الفوز الذي تسعى إليه قوى السلطة لن يكون ممكناً إلا بتوفر الدعم الخارجي وتبعثر قوى المعارضة ، لذلك سارعت الدول الأجنبية وألفت حكومة استجابت لإملاءاتهم ورفعت الدعم عن الغذاء والدواء وصحة المواطن وزادت الضرائب وتجري الآن الإنتخابات ، فسارع صندوق النقد الدولي الى دعم السلطة الفاسدة وعقد اتفاق مبدئي معها حول ما أسماه برنامجاً للإصلاح الإقتصادي فرض فيه شروطاً قاسية على الشعب اللبناني إذ أبقى على الدين العام وطلب إقرار موازنة تتضمن زيادة في الضرائب لا طاقة للشعب والإقتصاد على تحملها ، وفرض مشروع قانون للكابيتال كونترول مخالف للدستور ولمبادئ العدالة والإنصاف يهدف الى نزع ملكية الناس لودائعهم في المصارف مقابل كلام عن إصلاحات هي في الأساس موضوع مطالب كل اللبنانيين ، وذلك كله مقابل ثلاثة مليارات دولار على مدى أربع سنوات لا تسمن ولا تغني عن جوع اللبنانيين وفقرهم اللذين يعاني منهما الشعب اللبناني برمته .
أيها المواطنون ،
إن قوى الدولة العميقة وواجهتها المنظومة السياسية المالية الحاكمة المنقسمة في الشكل والمتضامنة في المضمون والحائزة على الدعم الخارجي ، نجحت في استدراج الناس الى مهزلة الإنتخابات التي ستكون مناسبة لتجديد شرعيتها بقانون انتخابات يزور الإدارة الشعبية مسبقاً ، وستحصل بذلك على براءة ذمة شعبية عما ارتكبته من جرائم سياسية وإقتصادية وأخلاقية بحق البلاد والعباد .
أما المعارضة ، فقد اختلط حابلها بنابلها ، قسم منها ينتسب الى قوى السلطة وسرق من الإنتفاضة بعض أثوابها ، وقسم انخرط في الإنتخابات وفشل في الإلتقاء مع معارضين آخرين ، وقسم ثالث محق في موقفه من الشأن الداخلي السياسي والإقتصادي إلا أنه غير محق فيما ذهب إليه من نسج تقاطعات وتحالفات مع قوى هي من صلب دعائم الدولة العميقة. أما القسم الأخير فهو مستقل واستنكف عن المشاركة في الإنتخابات وهو أيضاً فشل في الإلتقاء مع المعارضين الآخرين. وعليه, فإن المعارضة الحقيقية التي لم تستطع التوحد في إطار جبهة وطنية عريضة بقيادة واحدة وبرنامج حد أدنى مشترك فلن تخرج من الانتخابات إلا خاسرة وستقدم للسلطة فوزاً سهلاً .
أيها المواطنون،
وأنتم أهل حكمة ووعي ونحن لا نجيز لأنفسنا أن نفرض على أبناء شعبنا موقفاً محدداً من الإنتخابات بل ندعوهم الى ممارسة حقهم الإنتخابي وفقاً لما يمليه عليهم وجدانهم وما تشير إليه قناعتهم، إن لجهة المشاركة أو المقاطعة التي نفضلها وندعو إليها بل نشجع المرشحين على الإنسحاب من المعركة الانتخابية خاصة بعد الإعتداءات من قوى في السلطة على لوائح المعارضة، ولكن إن ملتم أيها الأحبة الى المشاركة فليكن اقتراعكم الى أصحاب الأهلية والكفاءة من معارضي المنظومة السياسية المالية الحاكمة شرط أن يكونوا من المستقلين وغير المرتبطين بجهات أجنبية أياً كانت وأن لا يكونوا من الذين ينادون بالحياد والتطبيع مع العدو الصهيوني أو نزع سلاح المقاومة.
أيها المواطنون،
إن الإنتخابات محطة وتمضي، أما الوطن فباق، وأما الشعب فغاضب ورافض وسيأتيه يوم يحاسب الحاكم الفاسد الظالم، وما الصبح إلا قريب وما النصر إلا صبر ساعة.
فلنصمد ولنناضل ولنقم جهة وطنية لبناء دولة الحق والعدل، دولة القانون والسيادة، دولة الحرية والإستقلال.
دمتم وطبتم وعشتم وعاش لبنان.