العدوان على مطار دمشق: تحول نوعي في مسار الحرب | بقلم معن بشور
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
العدوان على مطار دمشق الدولي ليس حدثًا عاديًا عابرًا ، بقدر ما هو تحوّل نوعي في مسار الحرب الكونية المصيرية التي تخوضها سورية منذ 11عامًا ونيف، كما في مسار الصراع الوجودي مع الصهاينة والمشروع الاستعماري في العالم.
فهذا العدوان جاء ليحكم الحصار الأميركي على سورية ومعها لبنان والذي جرى تقنينه بإسم “قانون قيصر” .
وهو أتى ليستثمر في تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشيّة الصعبة التي يعيشها المواطن السوري الباسل ليدفع الشعب السوري لليأس وبالتالي للاستسلام وبالتالي للانخراط مع لبنان في مخطط التطبيع والتتبيع.
وهذا العدوان جاء ليقول للعالم أن الحرب على سورية، وفيها ،لم تنته بعد، بعد أن بدا أن الدولة السورية بدأت تستكمل مسيرة الأمن والاستقرار في معظم الجغرافيا السورية.
بل إن هذا العدوان جاء ليعرقل المساعي التي تقودها الجزائر من أجل إنهاء تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية عشية القمة العربية المرتقبة في بلاد المليون ونصف شهيد، خصوصًا بعد أن ساد في عدد من العواصم العربية التي انغمست في الحرب الكونية على سورية مزاج من المراجعة لتلك السياسات الفاشلة.
أما على الصعيد العربي والإقليمي والدولي فلا يمكن أن نفصل هذا العدوان عما يجري من اعتداءات واقتحامات في القدس وعموم فلسطين، ولا عمّا يجري من محاولات سطو صهيونية على الثروة النفطية في المياه الإقليمية اللبنانية، ولا عمّا يجري من عرقلة اتفاق الهدنة في اليمن، ولا عمّا يجري من اضطراب سياسي في العراق ومن اغتيالات لقادة بارزين في ايران، ولا عمّا يجري من ممارسات تطبيعية مخجلة ومعيبة في بعض الاقطار ،ولا عمّا ينتظر بلادنا من اختراقات خطيرة خلال زيارة بايدن المرتقبة إلى المنطقة، ناهيك عمْا يعنيه العدوان على دمشق من إرباك واحراج للقيادة الروسية المشغولة بحربها في اوكرانيا.
كل هذه الاعتبارات تعطي للعدوان على مطار دمشق الدولي، وتوقفه عن استقبال الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، ابعادًا عربية واقليمية ودولية تتطلّب ردًا بهذا المستوى من كل القوى المستهدفة بهذا العدوان، الذي لا يتقرّر في ضوئه مستقبل الحرب الدائرة في سورية ومعها لبنان فحسب، بل مستقبل الحروب الدائرة في المنطقة والعالم، كي لا يقال أُكلت يوم أُكل الثور الابيض.