مقتل الأمريكي( ستيفن ترول ) صفحة لتحدي أمني جديد… | بقلم علي الهماشي
لم تمر الاسابيع الاولى من عمر الحكومة الحالية دون تحديات أمنية جديدة -قديمة في أسلوبها.
وارتبط ملف العراق الأمني بالملف السياسي، كما إنَّ خلايا أجهزة مخابرات النظام البائد كانت لها اليد الخفية في تغذية العمليات الارهابية في العراق، وكان أغلب قادة داعش هم من العسكريين السابقين ،كما أنَّ هناك أيدي لاخرين في الجرائم المنظمة التي تصل حد الإرهاب، ومضى العراق في صراع مع الارهاب والجريمة المنظمة يشتد تارة ويخفت أُخرى حتى يومنا هذا.
أما في ظل هذه الحكومة فالتحدي أخذ شكلاً آخر في مقتل المواطن الأمريكي ستيفن ترول الذي عمل في العراق منذ 2012كما أشارت بعض التقارير.
التوقيت والمكان:
عندما تقع جريمة ما يربط المحللون الامنيون عدة عوامل مع بعضها للوصول الى خيط يكشف هوية الجاني أو الجناة.
وأصحاب الجريمة أيضا يختارون الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ جريمتهم .
وفي هذه العملية لابد من دراسة اختيار المكان والزمان أيضا.
رئيس الوزراء دخل على خط المواجهة مسرعًا دون تردد وأعلن في مؤتمره الصحفي مايلي “من يريد اختبار الحكومة في ملف الأمن، فهذا اختبار فاشل، فالأمن خط أحمر”،كما أدان الجريمة أيضا ..
وبالرغم من تشكيل لجنة للتحقيق في الجريمة ألا أن النتائج الاولية لم تعلن شيئًا حتى الان، وقد تحتاج وقت طويل للوصول الى النتائج ،وفي مثل هذه الجرائم نحتاج الى لجنة مختصة واحدة بدلا من تشعب اللجان بين هذه المؤسسة الامنية وتلك.
وسأعرض أسئلة ثم أُحاول الاجابة عليها إجمالا ،دون أن أتهم جهة محددة دون أدلة أو أُحاول استباق النتائج سيما في مثل هذه القضايا وفي ساحة متداخلة كالساحة العراقية .
والتساؤل الاول لماذا تم اختيار ضحية أمريكية ؟
من السذاجة أن نقول أنها مصادفة أن تكون الضحية أمريكية ،أو إن العملية غير مخطط لها سيما وأن الاخبار أشارت الى فشل عملية الاختطاف لتتحول الى عملية قتل !، ولهذا من الطبيعي الاستنتاج أنَّ الأمر مخطط له بعناية، إلا أن التنفيذ لم يتم حسب الأخبار الواردة عن العملية، أو ربما كانت العملية هي لاغتيال الضحية مباشرة ..
وفي مثل هذه الأمور التي لايراد لها فقط الاستهداف لأن الهدف مهم للغاية ومطلوب بل إن الامر أكبر من ذلك فيتم اصطياد هدف سهل جدًا لكنه يثير الرأي العام أو إنّه يحرج الأطراف المعنية والمقصود بالأطراف هنا الحكومتين العراقية والامريكية
ولكن كيف يحرج هذا الامر الحكومة الامريكية ؟
الملاحظ لبعض الكتاب الامريكين في معاهد الرأي الامريكية أو من خلال المجموعات الاعلامية التي يشترك فيها سياسيون أمريكيون يحاول هؤلاء وهم مَنْ (يكتب بأجر مدفوع) أن يقنع الرأي العام الامريكي بأن الحكومة الحالية الإطارية انها حكومة (ميليشاوية) ، والحكومة الامريكية متساهلة معها ، أو يحاول أن يقنع المسؤولين عن الملف العراقي أنَّ هذه الحكومة (إطارية) تابعة لايران تغض الطرف عن المليشيات!.
أما كيف يتم احراج الحكومة العراقية فهو التحدي الاكبر من خلال ان تكون الضحية أمريكية ولم تتخذ أي موقف اتجاه الجناة ،ولم تتخذ خطوات عملية مقنعة (على الاقل هذا ما يصوره مجموعة الكتاب الامريكان الذين أشرت لهم أعلاه).
ومن خلال الإجابة نستطيع إكتشاف او الوصول الى الجهة المنفذة أو المستفيدة ..
لأن التنفيذ قد يكون بأدوات معينة مستأجرة لكن الجهة التي تطلب التنفيذ هي المستفيدة ..
إنَّ هذه العملية التي راح ضحيتها مواطن أمريكي لم يثبت حتى الان ارتباطه بأي جهة استخبارية أمريكية أو غيرها حتى هذه اللحظة ،وإن حاول بعضهم الترويج بأنه تابع لجهات استخبارية أمريكية لكن كل المؤشرات على الارض لم تثبت حتى الان ارتباط الضحية بعمل استخباري !.
وإن توصل المدعوون الى أدلة ملموسة وصريحة فإن هذا يعد انتصارا مهما ولكن لماذا تم السكوت عنه طيلة هذه السنوات ؟
وهل كان عمله تحت مظلة الحكومة السابقة ليتم كشفه الان !؟
وبالتالي قُدمت الضحية على طبق من ذهب لجهة بلعت الطُعم بسهولة !.
أو إن الجهات المرتبطة بالمقاومة كشفت الهدف منذ زمن وأتت الفرصة المناسبة لتنفذ القصاص كما تفهم معنى القصاص وهي تختبر الحكومة أيضا في مدى تعاملها مع هذه القضية
هذه التحليلات تبقى تحليلات سياسية أمنية لا دخل لجهات التحقيق على الارض في أي منها.
وعليهم كشف ملابسة الجريمة بسرعة لا بنتائج متسرعة، والوصول الى من قام بها على مسرح الجريمة، والوصول الى من هم وراء المنفذين فهذا يحتاج الى جهد استخباري أكبر وأوسع لتفك اللغز.