بعد توسع الاغتيالات: كيف سيرد الحزب وإيران وحلفاؤهما؟ | بقلم قاسم قصير
شهدت الأيام الماضية توسعًا وازديادًا في عمليات الاغتيال التي ينفذها العدو الإسرائيلي ضد المستشارين الإيرانيين ومسؤولي الحرس الثوري الإيراني في سوريا ومسؤولي “حزب الله” في جنوب لبنان.
فقد عمد الجيش الإسرائيلي لاستهداف مركز للحرس الثوري في دمشق مما أدى لاستشهاد خمسة من المستشارين الإيرانيين بينهم مسؤول المخابرات والإتصالات في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وكان الإسرائيليون اغتالوا سابقًا المسؤول في الحرس رضي الموسوي.
وفي جنوب لبنان استهدف الجيش الإسرائيلي المسؤول في الحزب الدكتور المهندس علي حدرج، كما استشهد خلال العملية نفسها محمد باقر دياب وهو متخصص في الحوكمة ولم يُعرف ما إذا كان مستهدفًا أيضًا، ويوم الأحد جرت محاولة اغتيال إسرائيلية لأحد مسؤولي الحزب قرب بلدة كفرا الجنوبية مما أدى لاستشهاد فضل سليمان شعار، وأشارت بعض المعلومات غير المؤكدة إلى أن الجيش الاسرائيلي كان يستهدف أحد مسؤولي الحزب.
وتشير مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت أن العمليات الاسرائيلية من اغتيالات وقصف هي جزء من خطة متكاملة لضرب البنية التحتية لـ”حزب الله” وقوى المقاومة في لبنان وسوريا والهدف إبعاد الحزب عن منطقة جنوب الليطاني وتوجيه ضربات قاسية لكل خطوط الإمداد ولكل المسؤولين عن دعم المقاومة الفلسطينية والسعي لشل قدرات الحزب والحرس الثوري الإيراني دون أن يؤدي ذلك إلى حصول حرب واسعة في المنطقة، خصوصًا أن الرد الإيراني ورد “حزب الله” لا يزال ضمن قواعد معينة.
لكن كيف سيواجه “حزب الله” وإيران وحلفاؤهما هذه الخطة وعمليات الاغتيال الواسعة؟
تشير مصادر مطلعة على أجواء الحزب وإيران وحلفائهم على أن الردود على عمليات الاغتيال ستتم وفق خطة معينة ومدروسة، وهذا ما بدأت إيران تنفيذه من خلال القصف على أحد مقرات الموساد في أربيل واستهداف مسؤول في الموساد كان متواجدًا في المركز، كذلك توجيه ضربات صاروخية لكل المجموعات المتعاونة مع أميركا وإسرائيل في سوريا ودول المنطقة والتي تتولى تنفيذ عمليات أمنية وعسكرية ضد إيران، وأن هناك عمليات أمنية وعسكرية ستنفذها إيران للرد على عمليات الاغتيال.
وأما على صعيد “حزب الله” فالعمليات العسكرية على جبهة الجنوب مستمرة وهي تتوسع يومًا بعد يوم، وقد عمد الحزب لاستهداف بعض المستوطنات يوم الأحد ردًا على عملية كفرا وتدرس قيادة الحزب كل الخيارات الممكنة لمواجهة عمليات الاغتيال، إضافة لدراسة كل نقاط الخلل التي سمحت للعدو الاسرائيلي بتحقيق بعض الأهداف والعمل لمعالجة ذلك وتم اتخاذ الكثير من الإجراءات العملانية والميدانية لتحصين الساحة.
وتشير هذه المصادر أن المواجهة بين “حزب الله” وإيران وحلفاؤهما في المنطقة من جهة وبين العدو الاسرائيلي من جهة أخرى مستمرة على كل الجبهات، والجيش الاسرائيلي ومعه أميركا يواجهان مأزقًا كبيرًا في ظل الفشل في تحقيق الأهداف التي وضعت للحرب على غزة ومنها القضاء على حركة حماس وقوى المقاومة واستعادة الأسرى وتهجير الفلسطينيين وإقامة سلطة بديلة عن حماس، كما أن الحرب توسعت إلى كل المنطقة، والخيارات الاسرائيلية والأميركية محدودة، فإما الذهاب إلى وقف إطلاق النار وعقد اتفاق جديد مع حركة حماس وهذا يعني فشل العملية العسكرية، وإما توسعة العمليات العسكرية وهذا لم يحقق أية نتائج حتى الآن وهو يزيد من الخسائر الإسرائيلية والأميركية، ولذا كان الخيار لاعتماد أسلوب الاغتيالات هو الأقل كلفة ويحقق نتائج مهمة.
لكن هل سيكتفي الحزب وإيران وحلفاؤهما بالردود المحدودة؟ تجيب المصادر : هناك دراسة لكل المعطيات الميدانية اليوم، والأهم بالنسبة للحزب وإيران حاليًا عدم الانجرار إلى حرب واسعة وشاملة لأن هذا ما يريده رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وبالمقابل سيتم العمل لتوجيه ضربات مؤلمة للأميركيين والاسرائيليين في كل المنطقة للتأكيد على أن عمليات الاغتيالات لن تبقى دون رد.
فمن سيفوز في معركة الاغتيالات؟ وهل سينجح الحزب وإيران وحلفاؤهما بتحقيق التوازن والردع مع العدو الإسرائيلي؟ أو سنتجه إلى المزيد من توسعة الجبهات والتدحرج إلى حرب واسعة في المنطقة كلها؟