كل المبادرات التي سيُقدّمها العالم وعلى رأسه حليفة إسرائيل الأولى، الولايات المتّحدة الأميركيّة، ستكون مرفوضة من قِبل رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، والأسباب أصبحت معروفة للجميع. إنّ وقف الحرب يعني مقاضاة نتنياهو أمام القضاء الإسرائيليّ وخصوصا بالفساد، وهذا ما لا يُريده نتنياهو، لذلك سيستمر في الحرب حتى تحقيق ولو انتصار واحد على الأقل.
صرّح نتنياهو بأنّه سيقضي على حماس ولم يستطع، وصرّح بأنّه يُريد أن تحكم غزة العشائر فجاء الجواب بالرفض التام، والكلّ أكّد أنّ حماس هي الممثّل للشعب الفلسطينيّ في غزة. والآن يُشير إلى أنّه يريد أن يقتحم رفح، فرفض العالم أجمع هذا الإقتراح وعلى رأسه الدول الغربيّة وأميركا. ورغم ذلك يُصرّ على اقتحام رفح رغبة منه بالإستمرار في الحرب لعلّه يُحقق بنداً ممّا يقترحه من حين لآخر. يؤكد نتنياهو على أنّ الحرب ستُساعد في الإفراج عن الأسرى الإسرائيليّين، ورغم ذلك لم يتحقّق شيء، وهو يحاول أن يوسّع الحرب على الجبهة اللبنانيّة عبر الضرب بالطيران الأميركيّ في العمق اللبنانيّ والبقاع، ورغم ذلك يلحق الفشل بكل ما يطرحه.
إذاً الفشل هو مصير نتنياهو والمحاكمة له هي الأساس، وسيُحاكم أمام الله والتاريخ والعالم بإبادة الشعب الفلسطينيّ. وإذا حاول الهجوم على الأراضي اللبنانيّة سيتلقّن درساً لن ينساه أكبر من درس العام 1982.
فعلى الصعيد المحليّ، هو يعرقل عن طريق الدول الغربيّة المؤيّدة له الإنتخابات الرئاسيّة اللبنانيّة، ولكن المبادرة العربيّة ستنجح بإذن الله وسيكون هناك رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة في أقرب وقت بفضل اللجنة الخماسيّة العربيّة وموافقة إيران. أمّا على الصعيد العالميّ، فهو يريد توريط حلفائه الأساسيّين، وعلى رأسهم الولايات المتّحدة الأميركيّة، بأنّه يريد الهجوم على إيران لأنّها تحاول توحيد الساحات للقتال ضد إسرائيل وأنّ إيران تضع السلاح النوويّ وسيفشل هو أيضاً.
مصيرك الفشل يا نتنياهو، لأنّ محاولة التجارة بدماء الإنسانيّة فاشلة ومحرمّة دينيّاً ودوليّاً. فما عليك سوى وقف هذه الخطط الدمويّة وإعادة التفكير بعقلك، لأنّك خسرت الحرب والشعب الإسرائيليّ يتظاهر ضدّك. عُد إلى رشدك وأوقف الحرب، فالدم ليس بوسيلة للوصول إلى أهدافك الشريرة.
