إيران ورئاسة بزشكيان | بقلم فاطمة الصياحي
منذ بداية التنافس السياسي في إيران على الإنتخابات الرئاسية وحتى فوز مسعود بزشكيان، حاول مراقبو التطورات التوصل إلى إطار تحليلي مناسب حول نهج السياسة الخارجية لطهران في السنوات الأربع المقبلة.
لكن لم تكن أي من التحليلات والنماذج المقدمة تقريبًا مفصلة وعميقة بشكل كافي؛ وأهم أسباب هذه القضية هو عدم وجود معرفة كافية لدى المحللين والمراقبين بشخصية مسعود بزشكيان وموقف الإصلاحيين في الداخل الإيراني. لقد تمت مقارنة بزشكيان بحسن روحاني منذ البداية، ومن هنا بدأ الخطأ.
لكن الرئيس الإيراني الحالي أعلن عدة مرات بأنه إصلاحي ملتزم بـ “مبادئ” الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهذا الإختلاف بين بزشكيان وتقريبا” كل الإصلاحيين المرشحين للرئاسة هو الذي أدى إلى موافقة مجلس صيانة الدستور على ترشيحه للإنتخابات الرئاسية. ومع بدء المنافسات الإنتخابية وتقدمه في استطلاعات الرأي، أعلن العديد من المتابعين للتطورات أن بزشكيان، روحاني الثاني و سيسعي إلى حل التحديات مع الغرب، وستنسى إيران أهدافها الإقليمية. وقد أثار هذا الرأي قلقًا كبيراً وأثر حتى على حلفاء طهران الإقليميين.
وفي النهاية فاز بزشكيان بالإنتخابات ووفقاً لوعوده السابقة، تم تعيينه لدفع عدة قضايا مهمة في السياسة الخارجية الإيرانية بعد توليه منصبه. ولم تكن المفاوضات مع الولايات المتحدة والاتفاق النووي من أولوياته الوحيدة، حيث أوضح أنه سيضع العلاقات الجيدة مع جيرانه على رأس أهداف سياسته الإقليمية.
على عكس رؤساء إيران السابقين، لم يكن بزشكيان من أفراد ذوي خلفية استخباراتية أو أمنية؛ ولهذا السبب، عندما كان يتحدث عن منطقة غرب آسيا، لم يكن يعرف بالضبط ما هي التحديات المرتبطة بالنشاط فيها.