ازمة لبنانالاحدث
استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان: دور الرئيس في دعم التنمية والتوافق الوطني | بقلم زهير عساف
يُعتبر استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان محطة أساسية في الحياة السياسية، فهو يعبّر عن الحاجة إلى إعادة بناء المؤسسات ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. ومع الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان، يشكل هذا الاستحقاق فرصة لإعادة ترميم الدولة ودفع عجلة التنمية والاستقرار.
—
صلاحيات رئيس الجمهورية اللبنانية
بحسب الدستور اللبناني، يتمتع رئيس الجمهورية بصلاحيات محدودة مقارنة بمجلس الوزراء، لكن دوره يظل محوريًا باعتباره رمز الوحدة الوطنية وحامي الدستور. من أبرز صلاحياته:
1. تعيين رئيس الحكومة المكلف بعد إجراء استشارات نيابية ملزمة.
2. المشاركة في تشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الوزراء المكلف.
3. ترؤس جلسات مجلس الوزراء عند حضوره.
4. المصادقة على القوانين أو طلب إعادة النظر فيها.
5. قيادة الجيش اللبناني باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
6. إدارة العلاقات الخارجية من خلال توقيع المعاهدات الدولية واعتماد السفراء.
على الرغم من هذه الصلاحيات المحدودة، يتمتع رئيس الجمهورية بتأثير معنوي وسياسي كبير، خاصة إذا نجح في بناء توافق داخلي وحشد دعم إقليمي ودولي.
—
دور رئيس الجمهورية في تعزيز الحوار الوطني والتوازن الدولي
إلى جانب صلاحياته الدستورية، يمتلك رئيس الجمهورية دورًا محوريًا في:
1. استكمال الحوار الوطني:
يلعب الرئيس دور الوسيط بين القوى السياسية المختلفة، مما يسهم في خفض التوترات الداخلية.
تنظيم لقاءات للحوار الوطني لتحقيق توافق حول القضايا الوطنية الكبرى مثل الإصلاحات الدستورية، قانون الانتخابات، واستراتيجية الدفاع الوطني.
تعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة لضمان وحدة الصف الداخلي.
2. توجيه البلاد نحو التوافق الداخلي:
السعي إلى بناء شراكة وطنية حقيقية تجمع مختلف المكونات الطائفية والسياسية.
ضمان أن تكون السياسات الداخلية مبنية على أسس العدالة والمساواة واحترام حقوق الجميع.
3. التوازن في العلاقات الدولية:
العمل على تعزيز سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة تحفظ مصلحة لبنان العليا.
بناء علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية، مع التأكيد على الحفاظ على سيادة لبنان وعدم السماح بتحوله إلى ساحة صراع.
الاستفادة من العلاقات الدولية لتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي عبر الدعم المالي والمشاريع التنموية.
—
رئيس الجمهورية وخطة التنمية المستدامة
في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان، يمكن لرئيس الجمهورية أن يلعب دورًا أساسيًا في دعم خطة التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار والاستقرار من خلال:
1. إطلاق مبادرات إصلاحية: كتعزيز استقلالية القضاء ومحاربة الفساد.
2. تحفيز الاستثمارات: من خلال ضمان استقرار سياسي يشجع المستثمرين المحليين والدوليين.
3. تعزيز العلاقات الخارجية: للحصول على دعم مالي وتقني من الدول المانحة.
4. إدارة الموارد الوطنية بحكمة: خاصة في قطاعي الطاقة والمياه.
5. تمكين الشباب والمرأة: من خلال سياسات تشجع الابتكار والتعليم وتوفير فرص العمل.
6. التنسيق مع المجتمع الدولي: لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتوافق مع رؤية لبنان المستقبلية.
—
الاستحقاق الرئاسي: فرصة للتغيير أم استمرارية للأزمة؟
إن انتخاب رئيس جمهورية جديد في لبنان يجب أن يتجاوز كونه مجرد تسوية سياسية إلى كونه فرصة لإعادة بناء الثقة بالدولة وإطلاق عجلة الإصلاح والتنمية. ولتحقيق ذلك، يجب أن يمتلك الرئيس رؤية شاملة لتوحيد الداخل اللبناني وضمان استقرار علاقاته الخارجية بما يحقق المصلحة الوطنية العليا.
في النهاية، يبقى مستقبل لبنان مرهونًا بقدرة الطبقة السياسية على تجاوز المصالح الضيقة والعمل لتحقيق استقرار مستدام يحقق تطلعات الشعب اللبناني في الازدهار والكرامة.