ازمة لبنانالاحدث

في لبنان ..ودّعوا زمن الطبل والزمر: زمن دون المجاملات والبروتوكولات التقليدية | بقلم جان زغيب

في زمن التحوّلات الكبرى والأزمات التي تُثقل كاهل الأوطان، لم يعد هناك مكان للزفة والطبل والزمر لكل شخصية تبرز لخدمة الشأن العام. حتى الولاءات المناطقية والشخصية التي تأخذ الأولوية على حساب الكفاءة فستكون على طريق الزوال في حال بقيت طريق الاصلاح سالكة. نحن في وقت يتطلب الوقوف عند الجوهر، حيث إن المجاملات الاجتماعية والبروتوكولات التقليدية أصبحت مجرّد قشور تذروها الرياح أمام التحديات المصيرية.

الوزراء والمسؤولون ليسوا وجوهًا للعرض ولا أدوات لاستعراض الانتماءات المناطقية أو العائلية. إن ربط الكفاءة بمكان الولادة أو الأصل الجغرافي يُعدّ إهانة لمفهوم الدولة الحديثة التي تعتمد على الكفاءة والعلم والخبرة. ما نحتاجه اليوم هو شخصيات قادرة على اتخاذ قرارات جريئة مبنية على الفكر والمعرفة، وليس على أصوات الطبول التي تسكت بعد انتهاء الحفلة.

إن زمن المجاملات قد ولّى، ونحن اليوم في مرحلة البناء أو الانهيار الكامل. لذلك، يجب أن نصحح البوصلة باتجاه اختيار الأشخاص المناسبين الذين يحملون فكرًا ناضجًا، رؤية واضحة، وشهادات وخبرات مهنية حقيقية. فالقادة الحقيقيون لا يُقاسون بعدد الصور التي تُلتقط لهم، بل بحجم الإنجازات التي يتركونها خلفهم.

أما أولئك الذين يتسلقون كالفطر السام في أجواء المحاصصات والصفقات، لا يريدون العمل ولا نجاح الاخرين فهم من حفروا مقبرة البلاد بأيديهم، وآن الأوان لأن يتم طيّ صفحتهم. البلد لم يعد يحتمل مزيدًا من الانهيار بسبب أشخاص لا يملكون سوى الشعارات الفارغة والطموحات الضيقة والفشل المترافق معهم منذ الصف الاول.

إننا أمام مفترق طرق: إما العمل الجاد والإيمان بالعلم والعمل والشهادات التي تحمل قيمة حقيقية، وإما الاستمرار في الهبوط الحر نحو الهاوية.

جان زغيب، كاتب وصحافي متخصص بالاعلام الالكتروني والصحافة التوجيهية

جان زغيب ، كاتب وصحافي متخصص بالاعلام الالكتروني والصحافة التوجيهية، درس الصحافة وتكنولوجيا المعلومات ، ناشر ورئيس تحرير موقع جديدنا نيوز وarab1st وموقع شباب كسروان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى