الاحدثالجيوبوليتيك الروسي

الصراع العسكري الروسي-الفرنسي بحاجة فقط لشرارة نار…| بقلم د. أحمد عياش

يبدو أن الأمور أسوأ مما نعتقد فالتوتر العالي بلغ أقصاه بين الرئيسين فلاديمير بوتين إيمانويل ماكرون فقد تبادل الاثنان التهديدات المباشرة وتوعّد كل واحد الآخر بالويل إن أخطأ في التقدير.
لسنا وحدنا في هذا الشرق الأوسط العربي مَن يسيء التقدير .
الرأسمالية في أزمة عميقة جداً وقد بدأت بالانقسام على نفسها بحثاً عن النجاة والرأسماليات إن تأزمت تلجأ للحروب دائماً.
بين رأسمالية جشعة وجائعة ومترنحة سيختلط الحابل بالنابل.
الرئيس الفرنسي وعد برفع المصروف العسكري استعداداً للأسوأ في أوكرانيا معتبراً إياها خط دفاع أوّل ضد الطموحات البوتينية التوسعية التي وبحال سقوط “كييف” لن يستطيع أحد من الأوروبيين وقف زحف الجيش الروسي باتجاه عمق أوروبا.
السيدة ماري لوبان اليمينية المتطرفة والسيد جان لوك ميلانشون اليساري وغيرهم رفضوا تهويل الرئيس الفرنسي الهارب من أزماتها الاقتصادية ورفضوا توسيع الحرب.
الرئيس بوتين ذكّر الرئيس الفرنسي بوجوب الاستفادة من تجارب التاريخ وحذّر من يهمّه الأمر أن روسيا ليست مجرد مساحات واسعة إنما ثقافة وحضارة عميقة هزمت كل الغزاة بمن فيهم المغول مادحا بطولات القياصرة والجيش الأحمر.
أوروبا ليست بخير.
هنا يظن الإخوان المسلمون من أهل الشيعة ان المؤامرة تستهدفهم وجودياً ويظن الإخوان المسلمون من أهل السنة والجماعة أن عقلهم الجمعي هو المستهدف بينما الإخوان المسيحيون من أهل عيسى في لبنان يظنون أن البركان الإسلامي يستهدفهم دائما وكذلك الإخوان الصهاينة من أهل اليهود يخوضون مجازرهم بحجة ان وجودهم على المحك واوّل هزيمة لهم ستكون نهايتهم.
مخطؤون انهم حطب لنار.
إنما الحقيقة في مكان آخر فالأوروبيون مسيحيين وكذلك الولايات المتحدة الأميركية وها هم على شفير الاقتتال الشامل.
المال أقوى من المعبد.
وحدها الرأسمالية المأزومة بعمق التي تحاول إنقاذ نفسها من السقوط مع توجه الإمبريالية الترامبية إلى التخلي عن الرأسماليات المترنحة تشرح مأساة الحاضر قبل أن تتحول لمهزلة في التاريخ .
للوهلة الأولى ظننا أن صراخ الفرنسيين ليس غير محاولة لتحسين شروط تفاوض الأوكراني المترنح عسكرياً من أجل إتفاقية سلام شبه عادلة مع موسكو إلا أن الأمور تبدو أخذت منحى أسوأ بكثير باتجاه إعلان النفير وحشد القوات والقدرات كافة قبل الاصطدام.
وحده الأميركي يبدو صديق وعدو الجميع في الوقت نفسه.
أكثرهم مكراً.
الأفضل لصنعاء ولبيروت ولطهران وحتى لغزة التواضع والانكفاء في تقيّة ذكية لأن العاصفة ان هبّت في أوروبا ستقتلع  الجميع.
لم يكن كلام الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس زيلينسكي عن احتمالات حرب عالمية ثالثة في البيت الأبيض مجرد إرهاب او مزحة إنما سقطت لسان إله صريح يرأس واشنطن.
أقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى