الاحدثالشرق الاوسط

العدو الأصيل: بين أسطورة الوهم ومرارة الاعتراف | بقلم د. أحمد عياش

الحقيقة الساطعة أن العدو الأصيل لم يكن للحظة أوهن من بيت العنكبوت إنما كان أمكر من ثعلب يعرف كيف
يوهمنا أنّه حمل وديع مسكين قابل للذبح ساعة نشاء.
يجب إعادة قراءة المشهد كما يجب التحقيق مع المستشارين العسكريين الذين كانوا يقنعون قيادات جهادية ان كيان العدو على شفير الانهيار وان جيشه سلك درب الانتحار.
القائد لا يكذب،
من خدع القائد؟
مَن هم هؤلاء الذين أفرطوا في التفاؤل الاجتماعي وحتى الغيبي واستهتروا بتبعات الأمور وأصرّوا أن قراءة جيوش الدول العربية ليست غير إمعان في الخيانة و في التبعية و في العمالة؟
لا الرئيس جمال عبدالناصر ولا السادات ولا مبارك ولا مرسي ولا السيسي ولا صدام، حسين ولا حافظ الأسد ولا بشار الأسد ولا معمر القذافي ولا علي عبدلله صالح ولا ياسر عرفات ولا حتى محمود عباس كانوا خونة إنما كانوا يعرفون تماما ما تجهله الحركات الثورية الجهادية المقاومة.
كانوا يعلمون أن الكيان المؤقت ليس أوهن من بيت العنكبوت.
الآن فهمنا أكثر عبارة حق الرد في الوقت والزمان المناسبين.
نحن الآن في حق الرد في الزمن والمكان المناسب،بعد ساعة،بعد يوم،بعد شهر،بعد سنة،عشرين سنة وربما بعد مئة عام.
مَن الذي أقنع قيادات جهادية صادقة في قتالها للعدو الأصيل أن بمقدور تنظيمات جهادية ومقاومة أن تقوم بعمل جيش نظامي لمواجهة افرنج الغرب وتتر ومغول الشرق وخونة من عرب ومن مسلمين؟
مَن الذي أقنع الجميع أن رأي الرئيس أنور السادات في حرب رمضان من سنة 1973 عندما برّر توقف الجيش المصري عن القتال كان خاطئاً وشبه خيانة وليس قراءة عميقة للجيش المصري أن الحرب ما عادت ضد العدو الأصيل إنما ضد واشنطن وافرنج الغرب و معهم تقاعس السوفيات.
لا حليف لك ضد أمن العدو الأصيل وكل العالم معك ضد أخيك وابن عمك وصديقك وجارك و ابن البلد.
للعدو الاصيل حلفاء أشرار صادقين ولا حلفاء لك في حربك ضده غير الاسطورة.
تحطمت الأسطورة الدينية ولم يتدخل الغيب رغم رفع الدعاء.
نحن في الأسطورة الأضعف والعدو الأصيل في الأسطورة الأشرس.
ما كانت عبارة حق الردّ جبناً او خيانة إنما كانت مهادنة ونفس طويل وعجزاً عسكريا حقيقياً.
حتى أمير المؤمنين في دمشق الأموية لم يصرّح ولو بعبارة حق الرد في الوقت والزمن المناسبين.
عذراً من قادة الفدائيين فالعدو الأصيل ليس أوهن من بيت العنكبوت ابداً وعليكم طرد المستشارين السياسيين والعسكريين السابقين لأنهم اخطؤوا في التقدير وفي إدارة الصراع.
لسنا بخير.
الأوهن من بيت العنكبوت هم الأمة الإسلامية والأمة العربية والأمم المتحدة وأحرار العالم.
الحقيقة أن عبارة الأمة كذبة وكنا نعلم ذلك إنما حاولنا حث الشرفاء على النهضة إنما لا صدى.
أبي هل أنهكك التعب والمسير،
لم يبقَ غير يوم واحد او سنة أو جيل او جيلين بعد ونحقق الانتصار.
التقية أفضل والاستتار بالمألوف أسلم لحين تنتهي العواصف .
والله اعلم.

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى