هل تنازلت المملكة المتحدة عن صداقتها مع الولايات المتحدة.. وهل ستظل أمريكا هي القوة العظمى الأولى في العالم بعد التصعيدات الأخيرة مع إيران!
من التداعيات الهامة المترتبة على القرار الأمريكي باغتيال الزعيم الإيراني قاسم سليماني، هو الموقف الواضح والصريح الذي أعلنته المملكة المتحدة حيث أوضح رئيس الوزراء بوريس جونسون بأن حكومة المملكة المتحدة لا تدعم حليفها الأمريكي الأقرب في هذه العملية الأخيرة والتي وصفها وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بكونها “تصعيدا خطيرا”.
وفي تصريحات صريحة نشرتها الصحافة مؤخرا قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس بأن موقف ترامب من السياسة الخارجية التي تميل إلى الإنعزال وتجاهل مشورة الحلفاء قد دفعت المملكة المتحدة إلى البحث عن حلفاء جدد . كما أعرب عن قلقله بشأن احتمال إقصاء أو تنحي الولايات المتحدة عن زعامة العالم في المستقبل القريب.
كما أدان متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني التهديدات الأمريكية الصادرة عن ترامب باستهداف المواقع الثقافية والحضارية الإيرانية، مؤكدا بأنه في حال حدوث ذلك فسوف يتحول الأمر إلى انتهاك صريح للقانون الدولي وربما يمكن وصفه آنذاك بـ “جريمة حرب”. لافتا إلى ان المملكة المتحدة تلوح حاليا بإنهاء الاتفاقيات الدفاعية المشتركة مع أمريكا في حال الاستمرار على ذات النهج.
وفي حديث له لصحيفة صانداي تايمز، قال والاس بأن الافتراضات التي تم الإعلان عنها في عام 2010 بأن بريطانيا ستكون دائما جزء من التحالف الأمريكي لا تبدو منطقية الآن. مشيرا إلى أن المملكة المتحدة تحتاج إلى تقليل اعتمادها على الأصول العسكرية الأمريكية كالغطاء الجوي الأمريكي وأصول المخابرات والمراقبة والاستطلاع الأمريكي. مؤكدا على أن المملكة المتحدة ستحتاج خلال المرحلة القادمة إلى البحث عن حلفاء جدد تجمعهم مظلة الأهداف والمصالح المشتركة.
وقال والاس أيضًا إن إدارة ترامب هددت بقطع شراكتها التقنية والمعلوماتية مع المملكة المتحدة إذا تابعت حكومة جونسون خطتها للسماح لشركة Huawei الصينية للتكنولوجيا بالاضطلاع بالدور الرئيسي في بناء شبكة 5G البريطانية. مشيرا إلى أن هذا الأمر أكده كل من الرئيس ترامب ومستشار الأمن القومي وزير الدفاع بصفة شخصية، مما جعل الحقائق تتكشف بصورة أوضح والتي سيتحدد في ضوئها القرارات القادمة للحكومة البريطانية بشأن علاقتها بالولايات المتحدة. لافتا إلى أن أفضل ما في لعبة السياسة هو الأصدقاء والأعداء المستقلون والذين يجعلون الخيارات تبدو سهلة ومتاحة.
رابط المقال اضغط هنا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا