يحتاج الموظفون إلى قيم تتجاوز المساهمة في انتاج الربح
"عندما يذهب موظفو الشركة إلى العمل في الصباح، يتعين عليهم القيام بذلك بشعور يتجاوز مجرد كسب المال لأصحابها".
يقول مايكل سكابينكر الكاتب والمحرر في الفايننشال تايمز: ترأست مناقشة لمديري الأمن السيبراني من بعض الشركات المعروفة، قبل عامين، ورأيت كيف وكم هم خائفون من الاختراقات الالكترونية ؟
كانت إحدى الإستراتيجيات التي تمت مناقشتها هي تتبع مجريات وخطط كل قسم، وقالوا إن ارتفاع معدل دوران الموظفين، من أسباب اختراق أنظمة الكمبيوتر في الشركات. فالاختراق لا يتطلب عاملاً خارجياً ضاراً فحسب، بل من الممكن أن يكون الخرق من الداخل بسبب الإهمال أو عدم الاهتمام، ومغادرة الموظفين قد تشير إلى انخفاض الروح المعنوية، فتغيير الموظفين يضعف أمان تكنولوجيا المعلومات، بسبب تراجع الخبرات.
التركيز على الأرقام غير المالية ليست مهمة فقط للمتخصصين في الأمن السيبراني، بل يجب على مجالس إدارة الشركات التركيز عليها أيضا، وكانت هذه نقطة أثارها بقوة بيتر مونتانيون، الذي تعلم الكثير منه يوم كان صحفياً في فايننشال تايمز. وبعد تركه فايننشال تايمز في عام 2000، أصبح خبيرا في حوكمة الشركات أثناء عمله في رابطة شركات التأمين البريطانية وشبكة حوكمة الشركات الدولية ومعهد أخلاقيات العمل.
في مقالة له نُشرت في آذار في مجلة إدارة الأعمال، كتب عن كيفية احتياج حوكمة الشركات إلى تجاوز المسائل المحاسبية والهيكلية مثل فصل رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي وأدوار المديرين التنفيذيين.
كتب: أعضاء مجلس الإدارة بحاجة إلى فهم القوى التي تسيّر السلوك التنظيمي. هم ما زالوا بحاجة إلى مراقبة الإستراتيجية والضوابط المالية والتخطيط “لكن يجب عليهم أيضا تحليل البيانات التي كانوا يميلون في السابق إلى التقليل من أهميتها أو تجاهلها”.
وشمل ذلك دوران الموظفين: كان على مجلس الإدارة إلقاء نظرة على الأجور وطرح الأسئلة إذا كانوا يرون زيادة. حيث يجب على المديرين أيضًا فحص البيانات وتحليل هل ارتفع عدد المكالمات إلى الخطوط الساخنة للشكاوى أو انخفض؟ إذا ارتفع، فهذا مدعاة للقلق. لكن انخفاض عدد المكالمات لا يعني بالضرورة أن السلوك الأخلاقي، والروح المعنوية، قد تحسنت، فمن الممكن أن يكون الموظفين أصبحوا خائفين من الكلام.
ما البيانات الأخرى التي يجب على مجلس الإدارة طلبها؟ تعطل المعدات. “إن المعدات التي يتم صيانتها بشكل سيء هي علامة على ضعف ثقافة العمل، فعلى الرغم من أن خط الأنابيب لم ينفجر بعد، فمن المرجح أن يحدث ذلك في الوقت المناسب”.
يحتاج المديرون أيضاً إلى بيانات حول معنويات الموظفين وتغيبهم. قد تبدو كمية قواعد المعلومات التي يجب تتبعها غير قابلة للإدارة. وقال مونتانيون إن البعض بنى “قاعدة معلومات”، بطريقة أتاحت لهم التركيز على مجموعة من المؤشرات لا غيرها.
يجب أن تعرف المجالس أيضا ما يفكر فيه أصحاب المصلحة الآخرون stakeholders، “بما في ذلك العملاء والموردين وحملة الأسهم والدائنين والمنظمين وأولئك الذين قد يتأثرون بأعمالهم التجارية”.
احتاجت المجالس إلى بعض الاتصالات المباشرة مع هذه المجموعات، مدعومة باستطلاعات الرأي. ولكن، كما كتب مونتانيون، بصرف النظر عن صلاتهم بالمساهمين، الذين انتخبوهم، يجب عليهم ألا يديروا العلاقات بأنفسهم. ينبغي على المديرين التنفيذيين فعل ذلك. لكن يجب على مجالس الإدارة التأكد من حصولهم على معلومات حول شعور أصحاب المصلحة.
أن العديد من الشركات لديها لجنة تراقب المخاطر غير المالية والأخلاق وعلاقات أصحاب المصلحة، ويتم إحالة القضايا الصعبة إلى مجالس الإدارة، لكن، وهذا تحذير نموذجي من “مونتانيون”، “لن ينجح أي من هذه الأمور إذا لم يتم الوفاء بالشرط الحيوي الأول: لا يمكن للمجالس أن تقرر نوع السلوك الذي يريدونه وكيف ينبغي أن ترتبط مؤسستهم بالعالم الخارجي إذا لم يتفقوا أولاً على ماهية قيمهم وماهية شركتهم”.
ويجب أن يتجاوز هذا توليد عوائد المساهمين، فالشركات تحتاج إلى تقديم منتج أو خدمة ذات قيمة، وهو أمر قد يفخر به موظفوها، “فعندما يذهب موظفو الشركة إلى العمل في الصباح، يتعين عليهم القيام بذلك بشعور يتجاوز مجرد كسب المال لأصحابها”.