زيارة الكاظمي لواشنطن له وعليه بقلم علي الهماشي
لعل الكاظمي هو رئيس الوزراء الاكثر إلحاحا لزيارة الولايات المتحدة وقد حاول ذلك منذ الشهر الاول لتسنمه المنصب .
يحاول الكاظمي أن يبتعد عن المهام التي اتفقت الكتل السياسية على مجيئه ،وهذا ما يقوم به بين فترة واخرى بقرارات مثيرة للجدل ومستفزة للاخرين ،
ولازال بارعا في البابوغندا واستخدام السوشيل ميديا للترويج لكل حركة يقوم بها وهو مقدمات انتخابية أكثر مما هي امور تقوم بها الحكومة التي عبر عنهابالانتقالية .
لقد تحدد موعد زيارة البيت الابيض التي يريد الكاظمي أن تكون الكارت الاخضر لاربع سنوات قادمة ،ويقدم نفسه بأنه رجل المرحلة القادمة بامتياز التأييد الامريكي ،بعد أن حصل على مباركة مرشد الجمهورية بزيارته لمسجده في حينها .
أمريكا ترامب لم تعد الدولة الراعية ،أو الدجاجة التي تبيض ذهبا ،وسلوك ترامب مع الدول الحليفة المانيا ،اليابان وكوريا الجنوبية واضحا ومستفزا ومحرجا لها،بالرغم من أن هذه الدول تمثل للناتو وللولايات المتحدة خط الصد الاول ضد الاعداء المفترضين روسيا ،الصين وكوريا الشمالية .
والادارة الامريكية منقسمة تجاه العراق منذ ادارة اوباما الذي سعى الى سحب الجيش الامريكي من العراق وكان وعدا انتخابيا واوفى به ،والزمته ظروف داعش الى العودة مرة اخرى.
ولم يكن ترامب يولي اهتماما بالعراق وحتى هذه اللحظة فقد أضحى(السلة الفارغة ) ولكن فريقا في الادارة الامريكية لاييأس من تكوين شراكة حقيقية مع العراق وهو ماصرح به ترامب اثناء لقاء رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي “لقد اقنعني وزيرا الخارجية والدفاع”.
وحتى في حرب التحرير ضد داعش لم يكن الرجل مهتما بالتفاصيل ولم يلتق بقائد القوات الامريكية الجنرال فوتيل كثيرا للتحدث معه بشأن المعارك مع داعش .
الرئيس ترامب رجل أعمال يتعامل بمبدأ الخسارة والربح في السياسية والاقتصاد وشروطه ومحادثاته مع الاخرين تكشف منهجه ،الذي أدى الى ابتعادهم عن الولايات المتحدة ،إضافة الى سلوكه الغير مألوف بروتوكوليا مع ضيوفه مما يجعل زيارة الولايات المتحدة عبئا لا مكسبا !.
لايملك الكاظمي اي نقاط قوة يمكن أن يتكئ عليها في محادثاته مع ترامب أو اركان الادارة الامريكية في الخارجية والدفاع والامن القومي بل يمكنه أن يذكر الادارة الامريكية بمسؤولياتها تجاه العراق .
والعودة الى اتفاق الاطار الستراتيجي هو الاطار الافضل للبلدين بعد أن فشل الطرفان في الالتزام بها وأدى الى احتلال داعش لمساحات واسعة من الاراضي العراقية وبالرغم من التحرير للاراضي والانتصار العسكري الباهر للعراق ،الا أن أثار داعش لم تنته حتى هذه اللحظة .
والولايات المتحدة مسؤولة ومازالت عن التخفيف من اثار داعش للشعب العراقي الذي لم يقاتل هذه المنظمة الارهابية دفاعا عن نفسه بل نيابة عن العالم أجمع ،وبالانتصار العسكري الكبير أنهى تهديد هذه المنظمة لامريكا واوربا بالاضافة الى الدول العربية والدول المجاورة.
إذا ما نجح الكاظمي في اقناع ادارة ترامب بمسؤولية الولايات المتحدة فستكون خطوة مهمة في تثبيت أركان ولايته ،وسيقنع الجماهير العراقية المتلهفة للحل من الازمات المتراكمة.
وبحكم التجربة في زيارات الرؤساء السابقين لم نجد مؤشرات ايجابية تجعلنا مقتنعين بوجود رغبة حقيقة من الامريكان في حل الازمات والمشاكل العراقية،مع تفاصيل معقدةليست مجالا للشرح هنا.
لقد حاولت ادارة ترامب تحويل التزاماتها تجاه العراق نحو المملكة السعودية والكويت بطريقة او باخرى لكنها لم تكن كافية أو لنقل أنها لم تترجم على أرض الواقع إلا في المجال الاعلامي وايقاف التمويل والدعم اللوجيستي للجماعات المناوئة للنظام السياسي .
كل ذلك لن يكون دون مقابل دون تعهدات من قبل السيد الكاظمي المطالب بضبط الفصائل المسلحة وايقاف الكاتيوشا الطائشة ،التي ازدادت مع قرب زيارته للولايات المتحدة.
فهل سيؤكد الكاظمي منهج اسلافه باستمرار العلاقة المتوازنة بين العراق امريكا من جهة والعراق وايران من جهة اخرى ؟.أم يقدم وعودا اخرى ؟.