رجل الاعمال اللبناني محمد فقيه يواكب مسار المساعدات الكندية لمنكوبي إنفجار بيروت
مقدما إقتراحات عملية لإعادة إعمار بيروت
عصامي ومعطاء، أسس للخير نهجاً وسياسة، فدافعه الحقيقي هو فعل الخير لمن يستحقه، مُغامر بإرادة صلبة تجلت بأكثر وجوهها عند وصوله إلى كندا كمغترب منذ 20 عاماً، ليبدأ رحلة الكفاح بصلابة، شاقاً طريق النجاح بالمثابرة والطموح، متحدياً بإرادته أقسى الظروف، صانعاً من الأزمات والمشاكل التي إعترضت طريق نجاحه فرصاً جعلت من إسمه رائداً من رواد رجال الأعمال وإلاستثمارات في كندا والولايات المتحدة والكثير من الدول حول العالم .
لم يتردد رجل الأعمال الكندي ذو الأصول اللبنانية اللبناني محمد فقيه لحظة واحدة في الموافقة على تكليفه من قبل التجمع اللبناني – الكندي زيارة بيروت للإطلاع على الأضرار التي خلفها إنفجار بيروت، ليتفاجأ بعد أيام من وصوله وتفقده المناطق التي طالها الإنفجار، وخصوصاً مار مخايل، الكرنتينا، الأشرفية ومرفأ بيروت( وهو المكان الذي حصل فيه الإنفجار في 4 آب / أغسطس الحالي) بحجم الدمار والأضرار التي خلفها “إنفجار بيروتشيما” ( كما إصطلح على تسميته) في البشر والحجر.
واقع مؤلم، ومعاناة لا توصف، قرأها فقيه في عيون وملامح أبناء بلده الأم على إختلاف طوائفهم وأعمارهم وإنتماءاتهم السياسية، في ظل حالة ضياع تتخبط بها السلطات اللبنانية المعنية من هول الكارثة، بدليل قوله : ” ليس هناك إدارة لتوقعات الناس، هناك أناس ينامون على الدمار ولا يعرفون ما الحل القادم، هذا يحتاج خطة لإدارة الأزمة من قبل الحكومة، بهدف وضع حلول مؤقتة وصولاً إلى حلول نهائية، على أن تشمل الخطة الأماكن المتضررة كافة، وليس التركيز على منطقة دون أخرى”.
التجمع ساهم برفع المساعدات إلى 30 مليون والمطابقة الى 5 ملايين
وفق فقيه فإن الإنسان المعطاء هو الأحسن عيشاً، مؤكدا أنه متعصب للشعب اللبناني فقط، مبدياً حزنه العميق على ما ألم بعاصمة بلده الأم بعد أن حولها الإنفجار الضخم إلى ” عاصمة منكوبة “، ويبدي حرصه على مساعدة الشعب اللبناني على مراحل ثلاث تبدأ بمرحلة التقييم والمسح الميداني ثم تقديم المساعدات الإنسانية وثالثاً المساهمة في إعادة ترميم المباني والمنازل المتضررة، كل ذلك سيكون بدرجة عالية من الوعي والحكمة بعيداً عن المواقف التي يطلقها رجال السياسة أكان بحديثهم عن نظرية المؤامرة التي إعتاد الكثير منهم على الترويج لها أو غيرها، فزيارته تندرج في خانة الرسائل الواضحة من الكنديين اللبنانيين لإعادة إعمار بلدهم، والوقوف جنبا إلى جنب مع لبنان في محنته الكبيرة.
ويعد فقيه أحد مؤسسي التجمع اللبناني – الكندي، الذي يعمل جاهداً في قيادة حملة التبرعات والمساعدات لإعادة إعمار بيروت وإغاثة منكوبي الإنفجار، وهو دفع مع مؤسسي التجمع بإتجاه رفع المبلغ المقدم لها من خمسة ملايين دولار إلى ثلاثين مليون دولار، ورفع مبلغ المطابقة أي ال matching من مليوني دولار إلى خمسة ملايين.
الإنفجار كارثة وكورونا الكارثة الثانية
زيارة فقيه التي رافقه فيها أحد أركان السفارة الكندية ووفد من التجمع اللبناني الكندي في لبنان، شملت مراكز الصليب الأحمر اللبناني والأمم المتحدة وعدد من الجمعيات المنضوية تحت لواء جمعية Humanatarian Coalition (HC)، وذلك للتأكد من أن كل المساعدات التي قدمتها الحكومة الكندية وأبناء الجالية اللبنانية، قد وصلت إلى العائلات اللبنانية المتضررة من الانفجار الآثم “.
مرفأ بيروت يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت لإعادة إعماره، يرى فقيه، وبطبيعة الحال إلى الكثير من المال، ومواكبةً لمسار المساعدات الكندية التي قدمتها الحكومة الكندية والجالية اللبنانية وكنديون لاغاثة منكوبي انفجار مرفأ بيروت إقترح في ملف إعادة الإعمار “أن يأخذ كل بلد من البلدان التي تريد مساعدة لبنان حارة أو شارع مدمر على أن يتم الإستعانة بأيدي عاملة لبنانية وأن تكون المواد الأولية والمشرفين من نفس الدول التي تتولى الإعمار”، محذراً قبيل مغادرته لبنان من ” تزايد كارثة أخرى تحدق بالناس وهي الكورونا”، داعياً إلى المزيد من التوعية وتوفير المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة للوقاية ولمواجهة هذه الأزمة “.
يُشكل فقيه نموذجاً حياً على أن اللبنانيين ليس لديهم خيار سوى مساعدة أنفسهم، فالمتطوعون يأتون إلى بيروت من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في إزالة الأنقاض وتوفير الطعام ورعاية الجرحى،” ليس كثير أن نأتي من كندا لإغاثة المنكوبين والمساهمة في إعادة الإعمار يقول فقيه، مضيفاً ” نحن على وشك اكمال المبلغ والوصول إلى سقف ال 40 مليون من الحكومة الكندية، ونعمل حالياً على مبلغ مماثل للمطابقة matching في المرحلة المقبلة من جولتي لبيروت” لافتا إلى أن اللبناني المهاجر يعطي قوة للبناني على الارض.
المشكلة في المواطن أكثر منها في رجال السياسة
في مقاربة يراها الأقرب إلى الواقع يؤكد فقيه أن المشكلة في لبنان هي في المواطن أكثر منها في رجال السياسة، سائلاً : “هل يمكن لأحد أن يدخل بين الرجل وزوجته إذا لم يكن يعرف أن هناك مشكلة ما بينهما؟ ومن أين له أن يعرف إذا لم يفصح أحدهما عن أحد أسراره له أو لغيره ؟ .
ويعطي مثالاً آخر بأنه لا يمكن لأيِ كان أن يتدخل بين أخ وأخيه إذا لم يكن الرابط الأخوي ضعيفاً، مستنتجاً أن أهل السياسة أدركوا منذ زمن بعيد أن هذا الرابط ضعيفاً، وأن الطائفية أقوى منه، حتى أصبح السياسي يحيا داخل عقل وقلب المواطن اللبناني، وهنا يكمن جوهر المشكلة .
ويختم فقيه معتبراً أنه إذا لم يعامل اللبناني أخيه اللبناني كأخ بغض النظر عن طائفته ودينه ومنطقته، وقال لكل سياسي يرغب بالحكم أو أنه اليوم في الحكم ” إذا لم تعامل اللبنانيين جميعاً سوا سيا لن تصل إلى حل لأي مشكلة يعاني منها لبنان، ولن تنجح في حكمك ” مستشهداً بالآية الكريمة ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.