كم نعاني من النفاق من مجتمعاتنا، كم نعاني من الأقنعة المزيفة، كم نعاني من الوجوه المتعددة، نحن في حفلة تنكرية كل من الشخصيات يخفي قناعا، قناع لو زال فستكون الصدمة، لكن ما هو معنى النفاق وفيم يتمثل أساسا؟
النفاق هو فعل الشيء ونقيضه قد يصلي لكن يشرب خمر، قد يتظاهر بمبادىء أمام الناس لكن لحظة وجوده مع نفسه تختفي كل هذه المبادئ الاصطناعية مثل تلك الرموش الاصطناعية أو العدسات اللاصقة.
هذا هو مفهوم النفاق، فالنفاق يا سادة يجسده الكثيرون وممن نظنهم من الفئة الراقية من المجتمع في عالم السياسة والأعمال والفن والإعلام، فتلبس هذه الشخصية المزيفة هذا القناع الجميل، بابتسامة عريضة أمام الكاميرا متظاهرة بسلسلة لا متناهية من الإنجازات العظيمة
وتتظاهر بتلك الصورة المثالية، الرائدة والقدوة، وما أن ينتهي التصوير تزيل القناع تدريجيا لتظهر في مكانها الحقيقي أو مثل الممثل الذي يجسد دورا على الركح مفتخرا بأداء مسرحية قد اعجبت الناس وما أن ينتهي دوره يعود لواقعه ولشخصيته بعد أن أدى شخصية مزيفة بعيدة كل البعد عن شخصيته الحقيقية التى يعيشها على أرض الواقع.
أصبحت اشفق على هذا الواقع من الشخصيات المتلونة. لم أجد حظي في الحياة لأنني أملك شخصية واحدة، أنني لا استطيع التعايش مع شخصيات مثل هذه على أرض الواقع، أنني لا استطيع أن اسكت عندما أشاهد الخطأ، هذا العالم المزيف يوما ما سوف يفقدني صوابي.
اشفق على الكثيرين ممن يصدقون الكثير من الوجوه المتلونة على كل الألوان والتى تعزف على كل ايقاعات وأمواج الدهاء والخبث وتزييف الحقائق.
اشفق على هذا الواقع من هذه الوجوه الكاذبة، أقولها وانا التى صرت اعرف ماذا تخفي الأقنعة، وأنا من كنت اظن أن الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي يجب أن نقدمه لناس، اعتذر لكم يا كل من تتابعون مقالاتي أنا لا اعرفكم لكنكم تعرفونني، أنا لم ألتقِ بكم لكم التقيتم بي من خلال كتاباتي ابتعدت الفترة الأخيرة لأنني لم اجد ما اكتبه لكم، افكاري كانت متبعثرة، أردت أن اسرد لكم الكثير، تردني رسائل البعض على الإيميل، يردني دعمكم المستمر، ايمانكم بما أكتب رغم أنني اسرد لكم واقع عالم مؤلم من لجوء و زواج قاصرات و أطفال مشردين لكنني اليوم أردت أن اخبركم أنه يوجد الأسوء.
رسالتي ارسلكم لكم وكم كنت اتمنى لو أنني قادرة أن اسرد لكم عدة تفاصيل تجعلكم تعيدون حساباتكم في هذا الواقع وهذه الشخصيات التى من حولكم حتما فأنكم سوف تحذفون كلمة الحقيقة من قاموسكم، خلال عملي في الصحافة لمدة ثلاث سنوات اكتشفت الكثير و الكثير عن عالم الأعمال والسياسة والفن اشفق فقط على انبهاركم ببعض الشخصيات ليتكم تعرفون من هم وراء الكواليس، فلننظر لهم عندما يصعدون على المنابر السياسية يوما يبكون و يوما ينددون و يوما لست أدري ماهي الحجة الثالثة التى سوف يأتون بها.
كم كثر الفساد و الفاسدين كم كثرت الأوهام التى يحاولون اقناعكم بها من أجل مصالحهم و تحقيق الأرباح ربما تكون الراقصة في هذه الحالة الأفضل لأنها لا تخفي قذراتها وراء الكواليس بل هي مكشوفة أمام الناس ليست اصطناعية. كم تخفي الشخصيات التى تتظاهر بالاحترام و التي ينبهر بها الناس و يصفقون لها بدون علم و لا دراية عن واقع هؤلاء المزيف، فهم يا سادة قد وصلوا بدون تعب ولا ادنى مجهود ولا شىء من الطرق الشريفة بل بطرق ملتوية ورخيصة جدا طرق الشيطان.
أتساءل في هذه الحالة ما قيمة المال والمناصب السياسية والتصفيق والتمجيد وهم يعلمون جيدا أنهم شخصيات غير حقيقية هم مجرد شخصيات مزيفة على الركح تارة على ركح الأعمال وتارة على ركح السياسة وتارة على ركح الإعلام والفن كيف سينظر المرء لنفسه ويحترمها وهو يعلم انه مزيف، كيف يكون مرتاح و هو غير حقيقي.
رسالتي لكم احملها لكم من أعماقي ابحثوا عن الحقيقة أفضل من تصديق هؤلاء و الانبهار بهم واقعكم أفضل لأنه واقع شخصية كل مناظل و مكافح واقعكم أشرف بكثير من واقعهم،اسمعوا صوت الحق والنور ولا تصغوا لأصوات الظلال.
الرجاء تقييم قرائتكم للمقال اعلاه ( اقل من عشر ثوان، تذكر اسم الكاتب قبل التعبئة) عبر الضغط على الرابط التالي: اضغط هنا