لا أكاد أصدق أن هيئة السكك الحديدية أنذرت المواطنين بعدم وقوف القطار، الذي يتم رشقه بالحجارة في المحطة، التي رُشق في مُحيطها.
لا أدري، كيف يمكن أن نُعمم العقاب على مجموعة من الناس إذا أخطأ أحدهم؟!
فبدلا من عقاب الشخص الذي رشق القطار بالطوب والحجارة.. فإننا بذلك نعاقب كل أهل القرية أو المدينة أو الكفر.. ونحرمهم من وقوف القطار في محطتهم.
ذاكرتي تحتفظ بما كتبته سيدة مصرية على تويتر وتقيم في هولندا.. عن واقعة حدثت مع ابنها حين رشق صديقه أحد القطارات الهولندية بالحجارة.
كتبت المرأة، أن الحكومة لم تتساهل نهائيا مع ابنها، برغم تأكدهم من براءته وعدم قذفه القطار.. وعرفوا ذلك من الكاميرات المثبتة التي بينت أن طفلها لم يكن يحمل حجارة أو يقذف القطار بالحجارة.. إلا أن المحكمة رأت أن تخضع ابنها إلى عدة ساعات من العمل التطوعي.. وقبلها أرغمته على الذهاب إلى مكان الحادثة ليعرف الأضرار التي حدثت، والتي قد تحدث نتيجة فعل صديقه، ثم أجبرته على كتابة اعتذار لشركة السكك الحديدية.
كان هذا عقاب شخص لم يفعل شيئًا، فقط كان يسير بجوار الطفل الآخر الجاني، ربما فعل الهولنديون قاعدة: “لماذا لم تنهه؟! لماذا لم تنصحه؟!”..ربما لا أعرف.
بينما أخضعت الحكومة الهولندية صديق الطفل إلى العمل التطوعي لمدة 3 أشهر؛ لأنه الجاني؛ ولأن عمره فوق 12 عامًا.. ولو كان عمره وصل إلى 18 عامًا كان سيزج به في السجن لمدة 3 سنوات.. وفقًا للقانون الهولندي.
في رأيي أن فكرة العقاب الهولندية تلك، هي واحدة من أفضل العقوبات التي يمكن أن نُفعلها ونُقويها تجاه الذين يقومون برشق القطارات بالحجارة.
نخضعهم للعمل التطوعي مثلا زرع الشجر بجوار المحطات.. إزالة المخلفات في المحطات التي رشقوا فيها القطار.. وغيرها من أفكار العمل التطوعي.. لكن يبقى أن نربيهم ونُعلمهم ونعرفهم جُرم ما اقترفوه وفداحة ما فعلوه.
هناك اقتراحات وأفكار أخرى لحل مشكلة رشق القطارات بالحجارة.. مثل أن تبدأ بتركيب كاميرات مراقبة في المحطات التي يبلغ السائقون أنه تم رشقهم فيها بالحجارة.
أن تطبع منشورات توعية وتكون حازمة في الوقت نفسه.. تبدأ هذه المنشورات في كل المحطات والمحلات المحيطة بالمحطات.. ثم تستمر في القرى والنجوع والكفور وعلى المنابر في المساجد والكنائس وعلى القنوات الفضائية والإذاعية.
حملة كاملة لتنبيه الغافلين وتعريف الجاهلين.. ستكون أفضل وأسرع وتؤتي ثمارها بدلا من عقاب جماعي لا نرغبه ولا يرغبه السكان بجوار المحطة.
أما رأيي الشخصي فيجب أن نخضع هؤلاء الذين يرشقون القطارات بالحجارة إلى جلسات علاج نفسي.. مثلهم مثل الذي يسير في الاتجاه العكسي للطريق.. هؤلاء يقصدون موت الناس وإلحاق عاهات مستديمة بهم.
الحلول موجودة وسهلة، إن لم تكن نابعة من عندنا في مصر فاستلفوها من هولندا.. ولكن أرجوكم لا تُعيدوا اختراع العجلة.