تكلم حتى أراك، مقولة تعكس امورا اعمق من مجرد رؤية الشخص بالعين المجردة بل هي تمتد لتكون انعكاسا لرؤية رؤيا وفكر الشخص المتحدث.
اتعجب كثيرا من كل شخص يفهم اكثر من غيره ويحلل بشكل افضل ممن سواه لكنه في نفس الوقت لا يمتلك حنكة التعليم والصبر فالمعلم المتعلم والمثقف والذي نعتبره نخبة عليه أن ينزل لمستوى الناس التي لا تفهم مثله ويقوم بمساعدتهم لفهم فكره ورايه.. ولكن للاسف غالبا ما تكون الامور مختلفة.. الاغلبية في لبنان يعانون من شخصيه نرجسية لا ترى ابعد من انوفهم ومحيطهم ودائرتهم القريبة.
عندما يتحدث النخب عليهم ان يعطوا مساحة للرأي الاخر كي يعبر عن فكره المعارض. المشكلة في الأنا التي لا ترى الا أخطاء غيرها ولا تسمع لغيرها.. وتعتقد أنها تفهم أكثر من غيرها..
ان مواصفات اي شخص يفهم اكثر من غيره الصمت.. الاعتذار الانسحاب من المواقف التي يكون فيها الغباء مسيطرا وغالبا ما يكون الاصرار على الغباء اصعب من الغباء.
المشكله في أننا كمجتمع بدانا نتعود على فكرة ان اللي صوته أعلى وبيصرخ هو الاقوى.. نحترم كل من يدلي بكلمات بذيئة ويتنمر على الاخرون لاننا نخاف من لسانهم السليط بدلا من أن نتعلم فن الثقافة الخطابية التربوية الفكرية.. أصبحنا نفضل ان نستمع لثقافة اللا احترام للآخر والفضل للبرامج التلفزيونية والاعلام البذيء الذي يمس بكل القيم الاخلاقية واصول المحاورة .. أصبحنا نحترم كل من لا يرى الاخر حتى ان تكلم الاخر حتى وان لم يسمع ما يقوله الاخر..
هؤلاء الاشخاص نتجنبهم او نخاف منهم فهم يستمعون لانفسهم فقط عندما نتحدث معهم فهم في حالة دفاع عن ارائهم فقط..
صدمني حديث ذات مرة مع صديق احترمه يقول لي به انا بدي ابني وطن.. ليعود ويقول لي ماذا يزعجني من فلان.. هو من طائفة كذا وانا من غير طائفة.. ولن يؤثر وجوده على وجودي..
تكلم حتى أراك تستحق ان يفكر بها كل من يقرأ فكر الاخرين