ازمة لبنانالاحدث

سينتخبهم الناس نكاية بأنفسهم…وسيربحوا | بقلم د. أحمد عياش

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

لا تخجل الأحزاب الحاكمة والعائلات السياسية التدميرية من خوض الانتخابات النيابية من جديد للبقاء في السلطة، ليس لتجديدها أو لاعتقال الفاسدين والناهبين للأموال العامة وللمرتشين وللسماسرة اإنما لحماية جرائمهم المالية وصفقاتهم النتنة.

لا ترى الدولة المالية العميقة مانعًا أخلاقيًا كحد أدنى من إعادة ممثلي برجوازيات الطوائف إلى الحكم ولو على جماجم الناس.

سيعودون، ليس لأنهم جماهيريين بل لأنهم مقتنعين أن لا بديلًا عنهم في الساحات، قادر ان يؤسس لماكينات إنتخابية في كل أقلام الدائرة الإنتخابية من ناحية ومن ناحية أخرى يرضى الإعلام الموجه إعطاءه فرصة للحضور وللتعبير.

لا إمكانيات مادية لدى أي منافس ليبارز أثرياء الطوائف.

غدًا، ستتناغم الحملات الانتخابية،سيتبادلون الشتائم وفق اتفاق مسبق، تحت شعار”استفز طائفتي لأستفز طائفتك” لينتظم القطيع خلف الناطق الرسمي للمقدس.

كل العائلات السياسية التدميرية مقدسة،استمدت الوهيتها من اقطاع رجال الدين الذين لا صوت لهم عند جوع الناس ولا يعرف لهم دعاء ضد الرأسمالية الجشعة والذين اقفلوا المعابد عندما احتاج ضحايا القائد كوفيد التاسع عشر ان يرفعوا الدعاء بعد الصلاة من اجل الشفاء في المعابد.

ما أهمية المعبد والمقدس اذا اقفل في أيام خوف ورعب وقلق موت المؤمنين؟

وهمُ مقدّس الارض لا علاقة له بمقدس السماء الحقيقي.

العائلات السياسية التدميرية المتحوّلة لمقدسي الأرض برعاية الكهنة والمشايخ لن يتخلوا عن مباهج الدنيا.

اكثر من يتمسك بالدنيا، هم الذين يؤمنون فعلاً في يوم الآخرة لأنهم يعلمون أن حسابهم عسير وانهم حطب جهنم.

إبحث عن أسماء جامعات أبنائهم، ستجدهم في جامعات الولايات المتحدة الأميركية و بريطانيا وستجدهم يتذللون لنيل جنسيات تلك البلاد أما ابنك أيها القارىء فليس غير مشروع شهيد او قتيل.

أتدري لماذا يرفعون الدعاء ويتذللون للرب عند تعبدهم؟

اعلم أنهم كلما تذللوا أكثر بالدعاء كان شعورهم بالذنب أكبر.

أي ذنب اقترف هؤلاء غير التشبث بمباهج الدنيا والحياة..!؟

الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، إنه قريب مجيب، أقرب إلى المؤمن الصالح من حبل الوريد أما المؤمن غير الواثق بماله أحرام هو أم حلال، أسلوكه حسنٌ أم سلوكه سلوك أشرار فانه يخجل من مواجهة ربه وجهًا لوجه كما أوصانا الله، لذلك يعبر المسافات ليزور الصالحين الشرفاء المتوفين منذ زمن بعيد للتوسط مع الرب ليغفر لهم…

ليعلم الجميع أن الصالحين الشرفاء لا يساعدون المجرمين مهما حاولوا رشوة المقدس.

المقدس الحقيقي لا يتدخل مع السماء من أجل حثالة ظلموا ناسهم.

الواثق من قلبه يحدث الله من مكانه.

أانت صالح؟ إذًا لست بحاجة لتسافر، يسمعك الرب من اي مكان.

العائلات السياسية التدميرية الطائفية التي أتقنت استخدام المقدس عند الانتخابات ستعود لاستخدامه دائمًا…

لا علاقة للصليب ولا للهلال بما اقترفه المجرمين من العباد.

وفي الختام،لا حظ لنا مع هؤلاء، ستنتخبهم الناس نكاية بأنفسهم.
رحم الله الشريف الرضي عندما قال:
تمشي الحظوظ بأقوام ولو وقفوا…

طالما الناس لم ترتقِ لصفة شعب وطالما السماء تمد باعمار ناهبي الأموال العامة، لا خلاص لنا إلا الصبر وما النصر يا زينب ويا شربل إلا صبر ساعات…
ادعوا الله ان يأخذ أماناته قبل 27 اذار 2022 لعلنا ننجو…

الدكتور أحمد عياش، باحث في علم النفس السياسي والديني

الدكتور احمد عياش، طبيب نفسي وكاتب. صدر له كتاب الانتحار الصادر عن دار الفارابي (2003)، وكتاب الاعاقة الخامسة: الاعاقة النفسية الاجتماعية الصادر عن مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب (2008)، بالاضافة لكتاب الشر والجريمة عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع (2013)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى