بلا شك بأن التسول عادة اجتماعية سيئة وأن كل من يمتهنها هو شخص مجرد من الكرامة والأخلاق وقد حذرنا الدين الأسلامي من امتهان التسول وشجع على كسب الرزق عبر العمل مهما كان نوعه ومقدار الدخل المادي الذي يُجبى بواسطته؛ ولذلك فُرِضت الصدقات ومختلف أنواع الزكاة لضمان حياة كريمة للمحتاجين والفقراء من الناس.
ولكن وللأسف أصبح الكثير من الناس يَدَعون الفقر والحاجة لكسب المال بطريقة لا تُكلفهم شيء غير مد الأيادي والتسول والرجاء بأساليب مقززة ومنفرة ومهينة، واليوم تمتلئ الشوارع بمختلف المتسولين من رجال ونساء وأطفال، كما أن هناك أُسر بأكملها تمارس مهنة التسول، كأن تصطحب الأم بناتها ونشرهم في مختلف الطرقات وتجلس هي في مكان آخر على مدخل مسجد أو مؤسسة وتمارس التسول حتى ساعات الغروب لتعود بناتها إليها ويسلمنها ما جمعنه من أموال ؛ ونفس الشيء يمارسه الأب و أبنائه.
هذا وقد يمارس التسول أطفال وهم يرتدون ملابسًا ممزقة وبالية لاستعطاف الناس لمساعدتهم، وهناك فئة أخر من كبار السن من رجال ونساء يمارسون التسول بحجة أنهم مرضى ويحتاجون الأموال لشراء الأدوية و العلاج كما يدعون لأحد أبنائهم المصاب بمرض السرطان مثلًا، وجميع تلك الادعاءات كاذبة، وهناك ظاهرة انتشرت بشكل كبير وهي قيام فتيات في مقتبل العمر و جميلات يرتدين الخمار الذي يبرز جمال عيونهن التي يُزينها الكحل وذلك بهدف التأثير على فئة الشباب والرجال فيقومون بإعطائهن الفلوس من دون تردد .
ومن هنا نستطيع التأكيد على أن التسول أصبح مهنة بل مهنة رخيصة مجردة من القيم والأخلاق وأصبح من الصعب القضاء عليها رغم أن المؤسسات الشرطية تعتقل أحيانًا المتسولين والمتسولات في كثيرٍ من الأوقات ويداهمون بيوتهم ويجدوا بأن لديهم مخزون كبير من الأموال التي جمعوها من امتهان التسول ؛ ولكن لا يمكن للمتسولين التوقف عن التسول لأن التسول أصبح في دمهم وكأنه مرض مزمن أو كـ الإدمان على المخدرات، لذا فيجب أن يفرض عليهم علاج من نوع خاص لتنقيتهم من جرثومة التسول بأبعادهم عنها ولو بالقوة والتوجيه التربوي والتدريب لاكتساب مهارات تمكنهم من الحصول على أعمال غير التسول .