لاندّعي علما في الاقتصاد ولا في البورصة ولا في المصارف انما نعلم ان المال والرأسمال والثروات والرفاهية سبب كل بلاء وحرب واحتلال.
وبما أننا بلاد وأمم مسروقة من أقوياء، مدافعهم أقوى من قوة الدعاء والمناجاة لضعفاء، يهمّنا أن نشير لواحدة من انجازين مهمين وخطيرين حققتهما الدولة الإسلامية في سوريا والشام وعجز عنهما قادة واحزاب قومية عربية مع احترامنا لاعدائها جميعا وشجبنا لسلوكها:
1-محو الحدود بين الدول التي قسّمت بالحديد وبالنار.
2-صك دينار اسلامي من ذهب خالص.
دعكم من سلبيات الدولة تلك، التي ما ان قالت السلام عليكم حتى قال لها العالم وعليكم السلام واندثرت.
صك عملة من ذهب هي البداية والنهاية والحكاية كلها والممنوع التفكير بها لانها نافذة خلاص الشعوب من مصاصي دمائها عبر خضات مفتعلة تخفض من قيمة العملات المحلية وخلاصها من سارقي ثرواتها الطبيعية مقابل ارقام وعملات ورقية في مصارف سياسية اقتصادية دولية.
تعالوا أحدثكم عن المال:
كانت وسائل التبادل بين الناس تتم عبر أشياء بأشياء، حبوب مقابل ماشية مثلا إلى ان صك العملة الملك كورسيوس ملك مملكة ليديا(حاليا تقع في تركيا وسابقا كانت امتدادا لليونان) و ذلك سنة 640ق.م وكان اسم العملة ديناريوس.
في بلادنا، أول من صك العملة كان الخليفة عبدالملك بن مروان الاموي سنة 696 م وأطلق عليها اسم الدينار الاسلامي(ديناريوس).
في العصر العباسي نقشت عبارة محمد رسول الله على العملة وفي زمن المتوكل واامقتدر نقش رسمهما على العملة.
السلطان قطز في دولة المماليك نقش تاريخ انتصاره على المغول في معركة عين جالوت على العملة.
وهكذا تفنن الفاطميون والعثمانيون بنقش عبارات على العملة انما أغلب العملات لكل الدول كانت ذهبا او فضة.
في عام 1797م اصدرت انكلترا اول عملة ورقية وسمّتها الجنيه والحجة في ذلك كانت تكلفة تخزين ونقل النقود السلعية (ذهب وفضة) على ان يحتفظ حامل العملة الورقية باستبدالها لحظة يشاء بما يوازيها من ذهب ومن فضة.
في سنة 1971 صُدم العالم بتصريح وقرار الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون الذي الغى فيه التحويل الدولي المباشر من الدولار إلى الذهب وعرف قراره بصدمة نيكسون.
الدولار يغطي ويحمي نفسه.
خلاصة الموضوع، ألقت المخابرات العراقية القبض على رجل مال “داعش”، نائب الخليفة ابي بكر البغدادي، المعروف باسم حجي حامد واسمه الحقيقي سامي جاسم الجبوري والذي قال فيه ان الدولة صكت الدينار الإسلامي كعملة لها من الذهب الخالص.
ليس قرارًا متآمرًا وأحمقًا، كان عين العقل.
كل من يريد ان يكون هدفًا سهلاً لرصاص لصوص العالم ما عليه إلا ان يسعى لإعادة العملة لذهب ولفضة بدلا من أوراق تافهة وسخيفة يظنها ثروة.
العملة الذهبية والفضية تصنع القرار المستقل لان قيمتها فيها وليس أرقاما في مصارف نقفلها ساعة نشاء ونخفض قيمتها كيفما نشاء وكيفما اتفق مع مصالح الرأسمال.
أعلم ان لك أعداء وجوديين لا مفرّ من مواجهتهم:
1-العمر والمرض والموت.
2- العملة الورقية.
3-الصهيونية واسرائيل والرأسمالية المتوحشة.
لا علم لنا بعلم المال إنما أكره العملة الورقية.
أقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.