لم يكن ممكنًا أن نتذكر الراحل العزيز جاسم القطامي أحد رواد الحركة القومية العربية في الكويت والخليج إلاّ ونذكر معه رفيقة عمره ونضاله الأخت العزيزة شيخة الحميضي (ام محمد) التي كانت أيضًا رائدة في العمل النسوي والنضال القومي في الكويت، كما كانت رفيقته في المؤتمر القومي العربي الذي كان جاسم القطامي أحد مؤسسيه، وفي المنظمة العربية لحقوق الانسان التي تولى رئاسة مجلس امنائها لعدة سنوات.
في هذا الثنائي المناضل جاسم وشيخة رحمهما الله، كنا نرى نموذجًا للروح الكويتية العربية والقومية تجاه كل قضايا الأمة ،لاسيّما فلسطين ،وهي الروح المتجددة اليوم بمواقف الكويت الرافضة للتطبيع والمساندة للحق الفلسطيني.
رحم الله الأخت ام محمد التي كانت مًحبّة للبنان، حريصة على زيارته في كل فرصة مواتية، وآخرها يوم نال ابو محمد جائزة جمال عبد الناصر التي كان يمنحها مركز دراسات الوحدة العربية برئاسة الراحل الدكتور خير الدين حسيب الشخصية القومية ابن الموصل والذي كانت علاقته بابن الكويت جاسم القطامي نموذجًا للاخوّة القومية بين شعبيّ العراق والكويت في أقسى الظروف.
رحم الله شيخة الحميضي وجاسم القطامي وكل من افتقدته الأمة من رجال ونساء الذين رحلوا قابضين على جمر عروبتهم ونهضة أمتهم.