مبادئ كيسنجر لحل أزمة أوكرانيا: حرية الإختيار للشعب وعدم الانضمام للناتو ( مقال من العام ٢٠١٤)
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
نشر وزير الخارجية الأميركي سابقًا هنري كيسنجر مقالًا في صفحة الرأي في “الواشنطن بوست” بعنوان “كيف تنتهي الأزمة الأوكرانية”.
قال إن النقاش العام حول أوكرانيا يتمحور حول المواجهة، من دون أن يعني ذلك أن الولايات المتحدة تدرك إلى أين يتجه الأمر، مذكرًا أنه شهد في حياته المهنية أربعة حروب بدأت بحماس كبير ودعم شعبي، “ثلاث منها انسحبنا منها بصورة أحادية”، وتاليًا فإن المهم في الحروب هو كيف تنتهي لا كيف تبدأ.
وإذ اعتبر أن المسألة الأوكرانية تُطرح على أنها صراع بين الشرق والغرب، فإن على كييف أن تكون جسرًا بين الاثنين. ذلك أنه على روسيا القبول بأن محاولة جعل أوكرانيا دولة تدور في فلكها سيكون إعادة لتاريخ من الصراع مع أوروبا والولايات المتحدة، وعلى الغرب الفهم أن أوكرانيا لن تكون يومًا مجرد بلد جار لروسيا، فقد كانت جزءًا منها على مدى قرون. كما أن معركة بولتافا عام 1709 التي تُعد من رموز الحرية الروسية، خيضت على الأرض الأوكرانية.
ورأى كيسنجر أن على الاتحاد الأوروبي الإقرار أن إجراءاته البيروقراطية والأخطاء في التفاوض مع أوكرانيا حوّلت المسار التفاوضي إلى أزمة، ذلك أن “السياسة الخارجية هي فن تحديد الأولويات”.
وفي نظره أن العامل الحاسم في هذه الأزمة هو الأوكرانيون أنفسهم، فهم ينتمون إلى بلد بتاريخ معقد، الجزء الغربي منه ضُمَ إلى الاتحاد السوفياتي عام 1939، بينما صار القرم، و60 في المئة من سكانه من الروس، جزءًا من أوكرانيا عام 1954 في عهد نيكيتا خروتشيف الأوكراني المولد.
أضف أن غرب أوكرانيا كاثوليكي بمعظمه، والشرق أرثوذكسي بغالبيته. الغرب يتحدث بالأوكرانية، والشرق بالروسية. وأي محاولة من أي جناح أوكراني للهيمنة على الآخر ستقود إلى حرب أهلية أو انفصال.
وذكَر كيسنجر بأن استقلال أوكرانيا حديث العهد، 23 سنة فقط، بينما خضعت البلاد للحكم الأجنبي منذ القرن الرابع عشر، وهذا جعل زعماءها لا يجيدون فن المساومة.
وتشير سياسات أوكرانيا المستقلة إلى أن جذور المشكلة تكمن في جهود السياسيين الأوكرانيين لفرض إرادتهم على الأجزاء الأخرى من البلاد.
هذا هو جوهر الصراع بين فكتور يانوكوفيتش وغريمته يوليا تيموشينكو، فكل منهما يمثل جناحًا لأوكرانيا، وهما غير مستعدان لتقاسم السلطة.
واعتبر أن الغرب وروسيا تجاهلا كل تلك الحقائق، وعلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إدراك أن الخيار العسكري يؤدي إلى حرب باردة جديدة، وعلى الولايات المتحدة التوقف عن اعتبار أن على روسيا الخضوع لقواعدها، مع الإقرار أن فهم التاريخ الروسي ليس نقطة قوة لصانعي السياسة الأميركيين.
وعرض تصوره لما يتوجب على الجميع فعله:
-أولًا، أن يكون لأوكرانيا الحق في أن تختار بحرية صلاتها الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك مع أوروبا.
-ثانيًا، ليس عليها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
-ثالثًا، أن تتمكن من اختيار الحكم الذي يجسد إرادة مواطنيها، من دون معاداة روسيا.
-رابعًا، إن ضم روسيا للقرم يخالف قواعد النظام العالمي القائم، وعلى أوكرانيا تعزيز الحكم الذاتي في القرم.
مصدر المقال : اضغط هنا