يبدو أننا نشهد هذه الأيام حلقة جديدة ومعدة سلفاً من حلقات التصفيات، ولا شك أن مخرج هذه الحلقات حدد أوقات عرضها، بما يخدم مصلحته ومصلحة مشغليه من أركان الصهيونية وأتباعها في منطقتنا.
لطالما جاهر بعض “السياديين والمطبعين والمتخاذلين” بمواقفهم، المؤيدة للسياسة الأميركية في المنطقة على حساب شعوبها، بل ذهب بعضهم إلى العمل مباشرة معهم تحت مسميات عديدة، كالـ NGO’s وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الوهمية التي تم تأسيسها فقط للتغطية على نشاطات وكالات المخابرات العالمية وما اكثرها في بلادنا.
تندرج الجريمة الأخيرة التي وقعت في لبنان، ضمن سياق جغرافي يمتد من إيران إلى العراق إلى اليمن إلى سوريا وصولاً إلى لبنان، ولا يمكننا فصلها عن بعض إلا بالمدى الطبيعي لحدود الجغرافيا، وأما في السياق السياسي هي حلقة مترابطة آن أوان عرضها.
جاهر “المغدور” وأمثاله بالعداء للمحور الوطني العروبي والمقاوم للصهيونية ولأتباعها في المنطقة، وعلى مدى أعوام خلت كانوا دائماً يعقدون حلقات وندوات ولقاءات تحت شعارات ومسميات عدة، وكان الجامع المشترك لكل هذه اللقاءات هي كيفية تنظيم وتوحيد الـ”الجهود” لقيام جبهة بديلة مناصرة للخيار الأميركي الصهيوني حتى لو اقتضى ذلك القيام بالمواجهة العسكرية لتصفية الفريق الآخر.
تمجيد العملاء على فجورهم تحت مسميات “الثقافة وحرية الرأي والرأي الآخر والتنوع والتعدد” وما إلى ذلك، ليس إلا فجورآخر مروج ومحرض من قريب وبعيد لهذه الفئة “الباغية” إن جاز التعبير.
لم تستطع “إسرائيل” وأتباعها النيل من الشرفاء في هذا الوطن فجندت بشتى الوسائل بعض “المثقفين والإعلاميين”، لفظوا من مجتمعاتهم التي ينتمون إليها فلجأوا إلى السفارات الأجنبية كي يحققوا مآربهم على حساب الفقراء الشرفاء والوطنيين.
لماذا لا نتحدث عن فرضية إن هؤلاء، ليسوا إلا كحجارة الشطرنج (البيدق)، والتي يتم التضحية بهم حين تنتهي مهمتهم، على أن يأتي غيرهم للقيام بنفس المهمة أو غيرها.
لكل عميل ثمن، ولكل خائن أمد، ينتهي بانتهاء وظيفته التي عهدت إليه، وخاصة إذا لم يستطع القيام بوظيفته بالشكل المطلوب منه.
لا لن يختفي الحد الفاصل بين ما هو وطني وعميل، الأبيض أبيض والأسود أسود، والخائن خائن وإن بعد أو قرب، وبالتالي يجب أن يعلم (وأعتقد أنهم يعلمون) بأن الأدوات الأميركية في المنطقة ما هم إلا أدوات، يتم تصفيتهم عندما تنتهي مفاعيل خدماتهم، Expired لا أكثر ولا أقل.
