إن الورقة الاقتصادية التي عرضها رئيس الحكومة بالامس، هي محاولة تخدير للناس وهي غير قابلة للتطبيق اقتصادياً في الفترات التي تكلّم عنها الرئيس سعد الحريري، فهي بحاجة إلى مسارات قانونية عدة، فضلاً عن أنّ ما قدّم لا يعدّ إصلاحات وإنما حقوق بديهية للمواطنين.
المشكلة الأكبر مع قرارات الحريري الأخيرة أنها أثبتت عدم كفاءة حكومته خلال السنوات الثلاثة الماضية، وغداً يخرج علينا ويقول إنني كنت أريد تنفيذ القرارات ولكنهم عرقلوني، علماً بأنه لا مشكلة شخصية لي معه.
لقد جربنا هذه الطبقة الحاكمة أكثر من مرة وكانت النتائج سلبية دائماً، والآن لا يجب مغادرة الساحات قبل استقالة الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة بحماية دولية، وتشكيل حكومة طوارئ تسيّر أمور البلاد.
إنّ إسقاط الحكومة بات أمراً حتمياً وبغير ذلك نكون قد أضعنا كل التعب، ولا نقول إسقاط النظام لأن هذه العبارة فضفاضة في المرحلة الحالية.
أنّ الدولة العميقة لن تترك الحكم بسهولة، والحاكمون الآن يحاولون بمختلف الطرق إيقاف الثورة وقمعها، مراهنين على تعبنا، ولكن تعب الناس المعيشي والاقتصادي أكبر بكثير من التعب الذي قد ينجم عن بقائها في الساحات، وهناك حرفياً عائلات ليس لديها ثمن الخبز.
لذلك نحن ذاهبون نحو معركة مع هذه السلطة التي تريد البقاء، فيما نحن نريد رحيلها من أجل الحصول على حكم رشيد ونظيف خالٍ من الفساد.
رأينا في الساحات خلال هذه الأيام أشخاص لم نكن نتوقّع أبداً أن يخرجوا في يوم من الأيام ويتظاهروا، فالوضع المعيشي وحّد الناس بكل شرائحها ضدّ السلطة، من فقراء إلى أصحاب مؤسسات وشركات وغيرهم. لذا ما يحصل على الأرض ليس عابراً ولا يمكن التشكيك بقدرات الشعب بعد الآن، على الرغم من كل محاولات السلطة للتأثير على الثورة الشعبية، وتحرّك الطابور الخامس، فهؤلاء سيستشرسوا من أجل الدفاع عن مواقعهم، ولكن نحن باقون، وعلى الأجهزة الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي حمايتنا، فهذه مهمتها الأساسية.
إن الحراك يعقد اجتماعات من أجل وضع خطة للأيام الـ15 المقبلة من التحركات، وسيعمد إلى التواصل مع مجموعات في كافة المناطق اللبنانية للتنسيق من أجل هذا الهدف.
للإشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا