هلمَّ يا يسوع قبل فوات الأوان | بقلم فؤاد سمعان فريجي
أناديك من أعماق الكون يا يسوع الملك. من أبعاد الحياة والموت أهديك حياتي وموتي، ويا ليتني كنتُ في ذلك الكهف، حيث ولدت، فغمرتك بحناني وحييتُ إلى الأبد. أنتَ معلِّمي وقدوتي وإلهي، ولولاك لفقدتُ فرحي ونوري. أنتَ عزائي وثروتي وأملي.
أقف أمام الموت كالمشدوه، وأنتظر ميلادك الثالث لأحيا بالأمل. أيّها المخلّص الذي ترجم الحياة بالموت، والموت بالحياة، ورفع إنسانيّتي إلى مرتبة الألوهة.
ضمّني إليك يا يسوع فروحي تعشقك، أيّها القائد الدّهري الذي أغرقني بالنّعمة أحياني بالوِداد.
انت من غلب الظلمة بالنور والشر بالمحبة والضعف بالقوة والحرب بالسلام ، أرجو منك لا تسمح للأشرار ان يحكموا الأبرار ، ونحن على تعاليمك ثابتون إلى انقضاء الدهر .
يا يسوع، مشاعري تشتعل بالخوف، والكون جاثم على حيرتي وظنوني، يجترّني الأمس واليوم والمستقبل، وروحي هائمة كفراشات في الحلم. أتجاوز ذاتي لأستمرّ، في هذا الجحيم الذي صنعناه بأيدينا، وعقولنا التائهة بين الشكّ واليقين.
لقد انتظرناكَ طويلاً يا يسوع، أينكَ يا إلهي؟ لقد أصبحنا على حافّة الحياة وسنهوي قبل الأوان. أسرع فلقد طال غيابك.
إلتفت إلينا وانظر ماذا يدور، أمراض جديدة تضرب القواعد الإنسانيّة، لقد استوطن الجهل في عقول الكثيرين، فاستعملوا لغة الدمّ وتقاتلوا، وتم الاعتداء على القواعد الإنسانية في مشهد مقزز، وأصبحت الخيانات أمراً واقعاً، وقلّة الوفاء ذكاء، والنّميمة عرفاً اجتماعيّاً، والطعن في الظهر اجتهاداً، أمّا غرورهم وحقدهم، فقد أبكى مرّة ثانية أبناء من قلت عنهم «ليس لأحد حبّاً أعظم من هذا أن يضع أحداً نفسه من أجل أحبّائه».
التفت إلينا وانظر ماذا يدور، أمر من مهووس وتنتهي الأرض، مفاتيح تتربّص بنا لنزول، والمجاعة تقتحم المليارات، والزلازل، وثقوب الأوزون، والأعاصير، الجمرة الخبيثة وانفلونزا الخنازير والطيور، والاحتباس الحراري والأميّة والتصحّر وفيروس كورونا اللعين، وفساد العقول.
وعدناك وما وفينا، عاهدناك وكذبنا، حالفناك وانقلبنا عليك، أيّها المحتجب عن العين والمتوقّد في الروح. هلمّ إلينا لنجدّد النذور، لنفهم وصاياك ونسلك طريق الخلاص.
أسرع يا يسوع، أبناؤك يُضطّهدون ويُشرّدون تحت سمائك بلا مأوى في العراق وسوريا وفلسطين ومصر والهند والصين، كلّ ذلك لأنّهم راسخون في قولك «إحمل صليبك واتبعني».
أسرع يا يسوع فالكتبة والفريسيّون – أبناء إبليس – يتآمرون عليك، يشوّهون الحقائق ويفترون على تاريخك ونسبك وتضحياتك وصلبك وموتك وقيامتك ولاهوتك: فأنت من جليل الحجاز، من جليل اليهود، من جليل الأمم، فلسطينيّ، ويطالبوننا أن ننزع قناع بولس عن وجهك الإلهي، ورجال الهيكل ينادون على الصّلاة!!
يتناسون أنّك روح الله، مولود في كلّ مكان، وكلّ الشعوب تتناسخ المحبّة من جوهرك التقيّ.
أسرع يا يسوع، فقد عبدوا المال وتركوك، غاصوا في الحروب وسفكوا الدماء، هاموا في فيزياء الكون وأهملوا الرّوح، وأصبح الألف الثالث خطراً علينا، فاستجبنا ولا تتأخّر يا سيّد الأحرار والمتمرّدين فأنتَ القائل «أنا معكم لا تخافوا»