كان يا ما كان داهش السرياني. جميل ان تسكن روحك في ستة اجساد او اثني عشر جسداً وان تُعدم في ايران رميا بالرصاص وانت تتنزه في بيروت. رائع ان تصل الى حلاق منشغل بشعر غيرك فتترك رأسك عنده ليصفف لك شعرك لتعود بعد وقت لاسترداده. مدهش ان يغادر عصفور لوحة معلقة على جدار ليزقزق واقفاً على يدك. انه داهش الاصلي.
عظيم ان تعود الحياة لحمامة مقطوعة الرأس وان يسحب صندوق بعد اسبوع من قعر نهر السين ليبتسم المسجى فيه ولينهض ليمنح لقب دكتور.
غرائب داهش
غريب ان تتغير ارقام ورقة يانصيب لتصيب الجائزة الكبرى.
سهل ان تتهم بالشعوذة وبالسحر وان ترمى بالسجن وان تنتزع منك جنسيتك اللبنانية وانت عراقي الاصل و من مواليد بيت لحم الفلسطينية وان تكون مسيحيا سريانيا وان تتمرد على تبخير الهيكل وعلى طقوس الكنيسة لتؤكد ان المسيح لم يأمر بذلك وان تعيد لفكرة التقمص حيويتها لتقول بوجوب سفر الروح وتنقلها بين الاجساد الى حين لحظة الارتقاء لمقابلة الرب.
ليس تآمرا ان وصل امرء الى نتيجة وجد فيها ان الاديان مجتمعة ترنو الى هدف واحد.
ايحاء او سلب للوعي، خفة في الحركة او حنكة عالية في الذكاء، لا يهمّ طالما النوايا سليمة وممتعة ومفيدة،
طالما السيرة الذاتية قصيدة من وحي البهجة والاماني والخيال في زمن اللاتكنولوجيا.
_______________________
اقرأ ايضاً للكاتب: مجدداً ابق حياً
_______________________
نفتقد شخصيات مثل داهش مثيرة للجدل لنبتلى بشخصيات مثيرة للدجل.
محفز للفكر ومحرّك لللاوعي ، مقتحم للغيب و مضفيا الوانا اخرى للواقع وللحاضر في لحظات ممتعة وفي مغامرات مداعبة للنفس وللروح وللجسد.
الدواهش المزيفة
كان يا ما كان داهش واحد واليوم في عالم السياسة والطوائف والاحزاب الحاكمة والاقتصاد والمال الف داهش مزيّف، بلا نقاش وبلا محاسبة وبلا سؤال .
اعجوبتهم سرقة شعب وتدمير بلد.
معجزتهم حماية الجماهير المنهوبة والمذبوحة لهم.
سليم العشي ترك رأسه عند الحلاق ليسترده بعد ان يصفف له شعره أما اللصوص اليوم في لبنان فقد صادروا جماجم الناس كلّها ولم يعيدوها إليهم لا في المصارف ولا في الشوارع ولا حتى في المقابر.
مولخا مولخا لك المجد وللشرفاء حكومة ثورية.
#حميدة_التغلبية