رسالة إلى الرئيس نجيب ميقاتي | بقلم فؤاد سمعان فريجي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
الوقت يضيق ، ١٣ شهرًا على إستقالة حكومة حسان دياب والفراغ حاصل، وغربال الحقائب والأسماء تشرشح بلا حكومة.
ها قد ولدت بعد مخاض عسير، شارك في الولادة أطباء مجهولين كالأشباح يقرعون جرس السباق ويقفلونه وفق مصالحهم التي تمتد من البلقان مرورًا بالولايات المتحدة لتستقر في سياسات الشرق الأوسط المعقدة والمتعددة الرؤوس!
دولة الرئيس قد أكون لا أوافق مسيرتكم السياسية لأني خارج الأحزاب والتيارات والاصطفافات الطائفية والمذهبية، أنا مواطن لبناني أكتب إليك عل مكتبك الإعلامي يوصل هذه الرسالة!
الوقت ينفد وقبل الانزلاق الكبير الذي تعرفون أنتم خفاياه المرعبة، وخوفي أن تكون هذه الحكومة عاجزة عن تفكيك حقل الألغام الذي يتربص بلبنان اقتصاديًا وسياسًا وأمنيًا، وتكونون شهود على الانهيار القاتل!
بلا مقدمات التبخير والثناء ومسح الأجواخ الذي تعوّدت عليه الأقلام الظلامية، نحن ننازع وما قبل النفس الأخير .
دولة الرئيس تعرف جيدًا انه ومنذ العام ٢٠١٩ طريق الهجرة فتح على مصراعيه حتى غادر في أكثر من شهرين ١٢٠٠ طبيب من خيرة الأطباء، إضافةً الى آلاف المهندسين والطلاب والعائلات التي قررت سابقًا العودة الى وطنهم بعدما هجرتهم المدافع الصديقة والحليفة، وها هو الوضع المأساوي جعلهم يحملون حقائبهم دون الإلتفات الى الوراء.
بينما ٨٩٦ مؤسسة من بداية العام الحالي أقفلت أبوابها وتم تسريح ٤٠ ألف عامل أصبحوا مشاريع للفقر والمستقبل المجهول والحبل على الجرار.
دولة الرئيس الشعب اللبناني طعن في العمق وأصبحت يومياته مُزلة نسبة الفقر تجاوزت المعقول حتى وصلت الى ٦٠ ٪ فيما تقارير الأمم المتحدة تحذّر من وصول لبنان إلى الجوع بسبب الضائقة الاقتصادية !
هل يُعقل أن يموت خيرة الشباب اللبناني أمام محطات المحروقات حتى وصل عدد الضحايا خلال شهرين إلى أكثر من ٣١ ضحية، وأنت تعرف دولة الرئيس من صنع أزمة المحروقات وأسماء الكارتيلات الذين وضعوا رأس اللبناني في الأرض ليتحكم فينا أصحاب محطات المحروقات في طوابير المهانة وسقوط كبريائنا!!
المواطن اللبناني لم تعُد تعنيه التحالفات الاستراتجبة والكلام السياسي الممجوج، همه الوحيد أن لا يقضي يومياته بين الأفران والصيدليات! وان لا يعيش على العتمة أو في ظل المولدات، وتعرف يا دولة الرئيس أنه تم صرف ٥٠ مليار دولار نصف الدين العام على خطط الكهرباء الفاشلة، والتي لا نعرف أين ذهبت هذه الأموال!
مجلس الوزارء الجديد عليه ان يباشر فورًا الى استعادة كرامة مواطنيه بعدما أصبحنا عبئًا على دول العالم ننتظر المساعدات الريعية مثل الشحادين.
دولة الرئيس القطاع الصحي والإستشفائي والإقتصادي والخدماتي في شلل لم نعرفه منذ تأسيس الجمهورية وكي لا نصبح دولة مارقة ( على وشك )، نتمنى عليك أن تفتح ملفات الفساد على مصراعيها وتسمية سارقي المال العام مهما علا شأنهم، واستعادة الأموال المهربة والتي بلغت رقمًا مخيفًا، وتحرير الإدارات الرسمية من السماسرة والمفسدين، على ان يتم وضع ضابط يشرف على سير العمل في هذه الإدارات نظرًا للشفافية التي يتمتع بها كثر من المؤسسات الأمنية.
ان صناعة الهندسات المالية منذ العام ١٩٩٠ هي التي أوصلتنا الى عمق المأساة ، ولأول مرة في تاريخ البلد تنهار الليرة أضعاف وأضعاف أمام الدولار، ليأكل التجار الشعب اللبناني وهم أحياء، إن وضع حد لهذا الفلتان بين مافيا الدولار والتجار هو مسؤوليتكم التي تنقذ ما تبقّى من أحياء ينازعون على مفارق الطرق وخلف جدران المنازل !
هذا الجزء الأول من مطالب الناس أنقذوهم قبل أن تحوّلهم السياسات العمياء الى رماد ونار في مدافئ الدول التي تريدنا ضحايا في حساباتها.
لن أطيل عليك دولة الرئيس، سأكون المجهر الذي يتبع خطوات حكومتكم بناءً على الديمقراطية التي تقول المواطن سلطة شعبية، كي لا نقع في الحفرة مرتين .