الاحباط، صنيعة مَن يا صديقي حسن؟
يدعوني صديقي حسن لشرب الشاي للتحدث عن الاحباط العام،
صديقي حسن،
تعزو مصادر ثورية مهزومة في البلاد الاحباط العام لدى اللبنانيين الى وعي عام غير متفق عليه بين الوطنيين لحقيقة الصراع السياسي-الاقتصادي اذ تجد المراجع الثورية ردّة فعل الوطنيين طبيعية جدّا بعد خيبة انتفاضة الخريف سنة 2019 والتي ابدعت الاحزاب الحاكمة الفاشلة في توحدها لافشالها من ناحية ومن ناحية لتقاعس الانتفاضة نفسها عن اعلان حكومة ثورية من تلفزيون واذاعة لبنان كونهما املاكا عامة تعود ملكيتهما للناس وليس للدولة.
مهمة الدولة ادارة املاك الشعب لا مصادرتها.
ضرب الهراوات واحراق الخيم والكمائن في الشارع اقوى من الطبقة الوسطى المسالمة.
الفقراء خانوا انتفاضة الخريف،تركوا الطبقة الوسطى والمتعلمين والمثقفين يقاتلون لوحدهم.
اقتنعت جماهير انتفاضة الخريف ان التزام الهدوء امام الانهيارات المتواصلة افضل اسلوب لترك جماهير الاحزاب الحاكمة والفاشلة امام حقيقة فقرها وقهرها من قادتها لعلها تعي مواطنيتها ومصالحها الطبقية فتنتفض ضد جلاديها.
سكون الشارع حاليا مردّه اللاجدوى من التظاهر ومن اقفال الطرقات.
المئة فارس ملثم وشجاع قادمون لا محالة.
الذين يخوضون التمنّع عن العمل في الدولة اليوم هم روابط الموظفين والاساتذة والاتحاد العمالي العام وسائقي السيارات العمومية التابعين مباشرة للاحزاب الحاكمة الفاشلة وليس لوطنييّ انتفاضة الخريف.
اللذين يواجهون الدولة اليوم هم اهل الدولة التاريخيين أنفسهم وهذه مرحلة تسبق نزول جماهير الاحزاب تلك، مباشرة الى الشارع ضد سادتها وقادتها الاقطاعيين الجدد.
مرحلة تحرق مرحلة والانفجار الاجتماعي قادم لا محالة.
الاحباط الحالي سببه افلاس الدولة المسيطر عليها من الاحزاب الحاكمة العبقرية في المحاسبة وفي رصد المؤامرات ضدها والتي شرّعت ديونا حذّر منها الرئيسين حسين الحسيني وسليم الحص والنواب بطرس حرب ونجاح واكيم وزاهر الخطيب وسخر منهم الرئيسين رفيق الحريري ونبيه بري عبر عبارة”صدّق،صدّق” وتخاذل الجميع من اجل اسقاطهم في الانتخابات النيابية.
الاحباط سببه صاحب فلسفة”الاقتصاد لكم والامن لنا”.
مصدر الاحباط يقع في ترك البلاد بأيد عسكرية فاشلة على رأسها السادة عبد الحليم خدام وغازي كنعان ورستم غزالي ممثلي دول الصمود والتصدي في لبنان.
من يعوّض لللبنانيين سوء ادارتهم للبلاد.
نعم من مهام الامبريالية نشر الاحباط بين الشعوب المتمردة والصامدة بوجه الرأسمالية المتوحشة والصهيونية العالمية انما هذه الامبريالية لم تجد افضل من المتصدين لها للقيام بهذه المهمة بنجاح.
“عذر اقبح من ذنب”،رحم الله ابو نواس كان لطيفا في الاتبات امام هارون الرشيد.
حذّر كثيرون من السياسة الاقتصادية المتبعة في البلاد حتى بحّ صوتهم واختنقوا فمن استمع لهم؟
المتصدّون للصهيونية ابدعوا في الاهمال وفي التقاعس وفي التذاكي بادارة مرافق الدولة حتى افلست فقدّموا للاعداء خدمات مجانية في نشر الاحباط العام بين الناس.
الامبريالية تركت المتصدين لها يراكمون الاخطاء وبعبثون بالفساد ويمعنون في الصمت عن النهب حتى غرقوا في الوحل وتسببوا باحباط يخطط له الاعداء ويتمنونه.
اي تناغم هو بين سيييء الادارة وسيييء ادارة الصراع وبين الامبريالية.!؟
هذا هو جوهر السؤال.
صديقي حسن،
تناغم احمق،دفع ثمنه الناس الابرياء ودفع ثمنه الوطنيون الشرفاء المهمشون والمتهمون بالتفلسف.
لم ينقلب على الشيعية السياسية احد بقدر ما انقلبت هي على نفسها فادهشت مؤيديها قبل خصومها بتشويه مصداقيتها.
نتحدث عن الشيعية السياسية لبس لأننا طائفيين او حاقدين بل لانها المتطوعة للتصدي ولمواجهة المؤامرات الخارجية عسكريا وسياسيا .
في المنطق الطائفي، الآخرون غير مهتمون .
الا ان منطقنا وطنيّ.
من يودّ المواجهة عليه ان يجهز خططا اقتصادية-معيشية بديلة لمنع احباط الناس وليس التلطي خلف حجج حصار دولي من الاعداء فماذا كانوا ينتظرون من الاعداء غير الحصار.
من واجب العدو ان يتآمر وان يكون لئيما.
ليس هناك جريمة جميلة يا حسن.
اهلا وسهلا بالعدو الاسرائيلي الغاشم!!!
يافطة رفعت في يوم من الايام ترحيبا بالعدو الاصيل ونحن نطبق تفاصيلها.
الاحباط آلية متكررة تلجأ لها الرأسمالية المتوحشة لاخضاع الشعوب حتى تستسلم فرحة بهزيمتها بحثا عن اي خلاص،صحيح،الا اننا هنا قد ابدعنا في تحقيق أهداف الاعداء بأيدينا…
إن تسألنا نحن يا حسن فنحن صامدون هنا قرب هذا الجدار الاخير شرط ان يتركنا المتصدون للمؤامرات بخير.
الاحباط الحالي مسؤولية مؤامرة العدو الاصيل حتما ضد من يجد في فلسطين قبلته الاولى الا ان الاحباط الحالي تم ونفذ بنجاح نتيجة عبقرية المتصدين للاعداء،ان كانوا يعلمون فتلك مصيبة وان كانوا لا يعرفون فالمصيبة اكبر ،اذن ماذا يفعلون في المجلس النيابي وفي الحكومة غير حضور الاعراس والمآتم…
للأسف يا صديقي حسن ،
الاحباط مسؤولية مشتركة وقد آن الاوان ان يرتاح هؤلاء في بيوتهم لفشلهم في ادارة البلاد والعباد واعطاء فرصة لغيرهم لانقاذ البلاد من العدو الاصيل ومن وكلائه في الداخل.
ما كان للاحباط ان يعمّ لولا خيانات ممنهجة ومخططة ومقصودة في ادارة الدولة وادارة الصراع.
إن تسأل عنا يا رفيقي حسن فنحن صامدون هنا قرب هذا الجدار الاخير وفي يدنا
يلمع الرعب في يدنا.