قد يكون صحيحا ان لبنان لا يتعرض لمؤامرة بل لمؤامرات.
قد يكون صحيحا ان تفلس دولته ومصارفه واقتصاده، وانه ممنوع على لبنان ان يكون لديه كهرباء ومياه وطرقات ومعالجة مجارير وزبالة.
قد يكون صحيحا ان لبنان يتعرض لحصار فيول وبنزين ومازوت ودواء والآن غاز ودواء وخبز.
قد يكون صحيحا ان المطلوب ليس كسر لبنان الكيان فقط، بل كسر اللبناني الفرد ايضا. قد يكون المطلوب الهجرة لمن استطاع ذلك سبيلا، والباقيين يدخلون في حالة يأس واستسلام.
لكن…
لكن…
في العراق وليبيا دخلت جيوش اجنبية لتقتلع الممسكين بها، بسبب عدم توفر انقسام.
عندما دخل العراق الى الكويت لم يجد كويتي جاسوس واحد متعاون معه.
عندما سقط زين العابدين بن علي، نزل الشعب التونسي موحدا الى الشارع، وجعله يهرب.
لبنان:
لم يكن لتلك المؤامرات ان صحت لتنجح لو لم يكن لبنان محكوم منذ الحرب الاهلية من مجرمي حرب بثياب مرقطة، استبدلوها لاحقا بعد اتفاق الطائف الذي ارتشوا فيه، ببدلات وربطات عنق. لكن المتوحش يبقى وحشا مهما لبس.
لم يكن لهذه المؤامرات ان صحت لتنجح لولا لم يكن لبنان محكوم بمجموعة حثالة زعماء متوحشين. انهم احقر من الحقارة.
انهم انجس من النجاسة.
انهم اعهر من العهر، وافجر من الفجور.
لذلك، ما كان يمكن للمؤامرات ان تنجح لو لم يكن هناك زعماء متامرين على شعبهم، ويبيعونه ويبيعون الكيان، لتغذية حساباتهم في المصارف العالمية. انهم الاحتلال الاقسى، والمقاومة يجب ان تكون لاقتلاعهم. هم اخطر باضعاف من الاحتلال الخارجي.
وللمفارقة، وليرضى من يرضى، وليغضب من يشاء، ما كانت لمؤامرات ان تنجح لو لم يكن جزء كبير من الشعب اللبناني عنصري نرجسي طائفي اناني فردي مناطقي، صاحب نزعة انتمائية حيوانية، تجعله على مر الزمن، ومنذ ١٨٤٠ وما قبله، وما بعده، لا يتعامل مع اخيه اللبناني كمواطن متساوي. فلسفته: “هيدا من جماعتنا.
هذه الصفات، للاسف، انتقلت مع اللبنانيين الى الاغتراب، حيث نادرا يتكاتفون كلبنانيين، بل “من جماعتنا”. وليسمح لنا المنظرين ان لبنان لم يكن يوما طائفي.
ما العمل؟
هل يصدق كل لبناني، ويصارح نفسه بانه اذنب تجاه اخيه اللبناني، وبالنالي تجاه لبنان الأم والأب.
ما الحل؟
كل واحد هو الحل. وهذا ليس تنظير. كلنا الحل، وكلنا المشكلة.
انتم ونحن على وشك امكانية ان نخسر هويتنا. والغبي الطائفي سيتعلم يوما ان مذهبه ليس هوية.
وكما حذرناكم منذ ٢٥ سنة عن الانهيار المالي، ولم تكترثوا، نحذركم اليوم عن امكانية خسارة الهوية…