في ٢٩ أيار ١٤٥٣ سقطت مدينة القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. وبينما كانت المدينة تسقط كان الأحبار يبحثون عن جنس الملائكة… سقطت المدينة يوم سقط الإنسان فيها وغابت القيادة الحكيمة بسبب الاطماع والانانية وسوء احترام التعددية والانقسام الداخلي.
فالدولة البيزنطية كانت قد سقطت من الداخل قبل أن يغزوها العثماني من الخارج، وذلك عملا بمبدأ “الدول تنتحر ولا تُقتَل”… كان البيزنطيون يحتضرون سلطة وشعبا… وجاء السقوط نتيجة الاحتضار الداخلي والغزو الخارجي.
واليوم نقف أمام هذه الذكرى الأليمة في قراءة إلى واقع سقوط “قسطنطينية” لبنان وما زلنا نبحث عن جنس الملائكة وشعبنا يحتضر.
نتلهى بانقساماتنا وانانياتنا وعدّ كراسينا وشبابنا يهاجر وشعبنا يُقهر…
فالاجدر بنا سلطة روحية ومدنية ان نترك جنس الملائكة جانبا ونتخلى عن المناكفات والمماحكات والمشاحنات والعرقلات ونبش قبور الماضي وندخل إلى علية الوطن ونتوب عن تقصيرنا واخطائنا ونخلص ما تبقى من “قسطنطينيتنا” قبل سقوطها لأنها وان سقطت سيكون سقوطها عظيما وعندها لن ينفع الندم.
لدينا فرصة لا ندعها تضيع… وكلنا رجاء…