إنّ ما يربطني بـ31 آب عام 1978 هو ذكرى إختطاف السيد موسى الصدر، سيد المحرومين الحقيقيّين، داعم الفقراء المظلومين. إنّ ما يجعلني دومًا أتذكّر 31 آب هو إختطاف هذه الشخصيّة الإيمانيّة الكبيرة التي كانت تناضل من أجل إنهاء الحرب الأهليّة بأسرع وقت ممكن في تلك الأيام.
ذكرى 31 آب في خطابات وندوات السيد موسى الصدر لن تموت وهي تنطبق على الواقع الأليم الذي نعيشه اليوم. نعم أقول وبكل صراحة أنّ السيد موسى كان للفلاحين والمعوزين والمعدمين في كل لبنان ولكل طوائفه ومذاهبه. نعم لأنّ السيد موسى الصدر كان يُريد الوحدة الوطنيّة في الوطن فقد إستطاع بعض من يعمل في الخفاء والدول الكبرى من إختطافه مع السيدين محمد يعقوب وعباس بدر الدين. نعم هو من كان يقول دائمًا أنّ التعامل مع إسرائيل حرام ويجب أن نعمل ليلًا نهارًا من أجل إلغاء الفقر في أي أسرة غير قادرة على إكفاء نفسها.
ليت السيد موسى الصدر اليوم يُترك من سجنه في ليبيا ليرى وضع اللبنانيّين. ولو كان السيد موسى موجود بينهم فهل كان استطاع هؤلاء أن يسطو على المال العام وتركوا اللبنانيّين بلا ماء ولا كهربا ولا دواء ولا إستشفاء وأنّ 80% من الشعب اللبنانيّ تحت خط الفقر المدقع؟
أيّها الإمام المغيّب، اللبنانيّون اليوم بحاجة لك بخاصة في هذه الأيام التي يُظلمون بها، وحيث تُطبق العدالة على الفقراء وسارقي الرغيف وقارورة الغاز، وكل من سرق المال العام بملايين الدولارات ووضعها في الخارج هو محميّ، حرّ، طليق وذو سطوة.
أيّها الإمام المغيّب ليتك بيننا لترى الزبائنيّة اليوم وكيف يسستطيع من سطا على المال العام إسكات أي صوت وطنيّ. إيّها الإمام المغيّب، إنّ النظرة إليك تجعلني أقول أنّ الأمل لا يزال موجود في لبنان وأنّ اللبنانيّين سينجون من هذه الكارثة التي وضعهم فيها هؤلاء الذين لا يخافون الله ويعبدون الدنانير ويهملون الشعب والوطن وكأنّ شيئًا لم يكن.
لو كنت بيننا أيّها الإمام لكانت كلمة منك قادرة على إعادة المال العام إلى الوطن والإبتسامة إلى شفاه اللبنانيّين. أتمنى أيّها الإمام المغيّب أن تكون بيننا في أسرع وقت، والله على ما أقول شهيد.