ازمة لبنانالاحدث

الذي انتخب جوزف عون هو جوزف عون | بقلم هنري زغيب

قالها بصوت جَهير: “لبنان من عُمْر التاريخ، شعبُنا واحد، وهويتُنا لبنانية”.
وقالها بنبرة الخبير: “نحبُّ الإِبداع متنفَّسًا أَساسيًّا للحياة، ونتعلَّق بأَرضنا مساحةً أَساسيةً للحرية”.
وقالها بثقة التدبير: “صفتُنا الشجاعة، قوَّتُنا التأَقْلُم، نصنَع الأَحلام ونعيشُها”.
هذا رئيسٌ يعرف أَن يحلُمَ بقيادة لبنان الوطن، الخالدِ على التاريخ، السائرِ في الزمان، الدائم بسطوع مُبْدعيه الخالدين.
بعد هذا المطلع عن لبنان الحضارة، انصرف الرئيس إِلى رسم نهجه في قيادة لبنان الدولة، منذ “التزام سياسة الحياد الإِيجابي” إِلى نقاطٍ عدةٍ في برنامجه الرئاسي نشرها الإِعلام بالتفصيل.
وهو قال ما قال، بـهيبة القائد وحزْم الرئيس وحسْم الحاكم وعزْم المؤْمن على تغيير خارطة سياسية أَفسدَها أَهل الحكم في السنوات الأَخيرة، فلم يكن ما قاله خطابَ قَسَمٍ بل قسَمًا لشعب لبنان أَمام التاريخ.
شخصيةُ الرئيس – الصارمِ منذ كان قائدًا جيشَ لبنان ولم يُساوم ولم يهادن – هي التي جعلَت القوى الداخلية والخارجية تؤْمن به جديرًا، تثِقُ به كَفِيًّا، تطْمَئنُّ إِليه أَنْ إِذا قال فَعَل. لذا لم يكن انتخابُه نتيجةَ فَرْض ولا تعيين ولا تسوية ولا محسوبية، بل جاء نتيجةَ ما فرَضَ هو، بكفاءَة شخصيَّته، على تلك القوى حتى آمنَتْ به وارتاحَت إِليه يقود الوطن. من هنا أَنَّ الذي انتخب جوزف عون هو جوزف عون ذاتُه، قائدًا قويًّا، صوتًا هادرًا بالحق والحقيقة، آتيًا من خارج طقم سياسي صلَبَ لبنان ويدَّعي إِنقاذَه.
تلك الشخصية القوية لم يجدْها أَهل القرار في سواه. فهو لم يَسْترئس بل ظل بهَيْبَة الجيش: الصامت الأَكبر. وإِلى صمته تنادى الناطقون يَطلبون إِليه قُـبُول الإِنقاذـ، في جلسة نيابية ستبقى تاريخية بمجراها، وتسقط منها محاولات تشويه وصوله بحجة دستور وتفسير مواد.
هكذا فرَضَ العماد جوزف عون مسيرته على من تابعوه فأَيَّدوه لأَنه يتميَّز بما يُنقذ لبنان، فيكون هو الذي انتخب جوزف عون في صندوقة الاقتراع.
هذا رئيسٌ سيعمل لدولة الجغرافيا والديموغرافيا، فيما هو واعٍ وطنَ الإِبداعوغرافيا فكْرًا وثقافةً وفنونًا، ليستقطب موهوبين لبنانيين من الخارج ومن الداخل يتكوكبون فينهضون معه بإِعادة لبنان إِلى مدار الشمس، وهو المدار الباقي على الزمان بعد أَن تزولَ شؤُون الدولة بيومياتها العابرة.
هذا رئيسٌ سوف يحكُم شُؤُون الدولة وينصِّع خلودَ الوطن.
علامتُهُ، جوزف عون، أَنه يجرُؤ.

هنري زغيب، كاتب وشاعر لبناني

شاعر وكاتب لبنانـيّ، له عدد كبير من المؤَلفات شِعرًا ونثرًا وسِيَرًا أَدبية وثقافية، وعدد آخر من المترجَـمات عن الفرنسية والإِنكليزية، وناشط ضالع في الحياة الثقافية اللبنانية والعربية منذ 1972. مؤَسس "مركز التراث اللبناني" لدى الجامعة اللبنانية الأَميركية، ورئيس تحرير مـجلة "مرايا التراث" الصادرة فيها. درّس في عدة جامعات في الولايات المتحدة منها جامعة جورج واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى