ازمة لبنانالاحدث

نتنياهو الخطر العالمي الأكبر | بقلم علي الهماشي

إن من أخطر الأمور على البشرية أن يملك مجنون، أو ذو أيديولوجية فاسدة السلاح بيده.
نتنياهو من هذا النوع فهو مريض يتلذذ بالقتل من عائلة هكذا كان طبعها ويمكنم مراجعة تاريخها.
نتنياهو يعي ما يقول و (مؤمن ) به وهنا تكمن الخطورة، لأنه لن يتوقف في استخدام كل شيء لتنفيذ ما يؤمنُ به.
المفارقة العجبية أنهم شيطنوا (بوتين) الذي استخدم الآلة العسكرية الروسية (ولست هنا في صدد الدفاع عن بوتين)، ولكنهم أعطوا الحق كله لنتنياهو بل أمدوه بالسلاح والذخيرة، ووجدناهم يذرفون الدموع على كتفيه بعد السابع من اكتوبر وكأنهم يطلبون الصفح، ولا أحد من زعماء الدول الغربية يجروء أن يقول له كفى، وهو يعلم ذلك، وبهذا يمضي في مشروع  بتغيير خارطة الشرق الأوسط  لا تغييرها سياسيا بل انه  سيغيرها جغرافيا وهذا ما يطمح إليه.
وحاول بعض المتفائلين أن يعوّل على زيارته للولايات المتحدة أن تلجمه (الدولة العظمى) في زيارته الاخيرة إليها، بل كان الأمر مختلفاً كلياً فالفريقان المتسابقان على الرئاسة قدم له كل الدعم المطلوب، ويبدو أنه أطلعهم على ما يريد في الشرق الأوسط، وحصل على ما يريد، ومن كان يصفه بسائق الشاحنة المخمور الذي لايعرف اتجاهه وكم هي سرعته الجنونية، طلب ركوبها !!!.
وراهن  فريق أخر من المتفائلين على الضغط الداخلي فيما يتعلق بعوائل الأسرى عند حماس، وإذا به يتجه أكثر إلى افتعال حرب ثانية تلفظ الأسرى، وتنسي العالم غزة وتفكر في لبنان والحرب عليها ..
نتنياهو يريد إحياء دولتهم الكبرى من الفرات إلى النيل ولهذا صرح بأنهم لا يريدون لا فتحستان و لا حماسستان، فهو يعني إنهاء حلم الدولتين ولا يفكر في هذا الحل إطلاقاً، بل هو من الماضي المرفوض لديه.
ويفكر في خارطة جديدة للشرق الأوسط، ومن يراجع خطابه فهو يقول إنهم محاطين بالكراهية، وهذا يعني أنه سيزيل هذا المحيط الكاره لهم بالسلاح، ولن تنفع معاهدات السلام، وهو لا يعترف بها، بل كل أركان الكيان لايعترف بأي معاهدة إلا بما تنفعهم .
عدوهم مصيره القتل ومن بقي يجب أن يعيش خادماً لشعب الله المختار .
على العالم أن يستفيق نتنياهو خطر على العالم فهو يفكر في المعركة الكبرى التي يقتل فيها المسيح الدجال ،وبالحقيقة هو يسعى إلى قتل المسيح إن ظهر ..
عقيدته الفاسدة تجد لها صدىً في الكيان، ويرى نفسه آخر رجال الجيل الذي يؤمن بالعقيدية الصهيونية مقابل عقلية ليبرالية ضعفية، نتنياهو يرى في بيرز وبيغن وصمة عار في تاريخ الصهيونية عندما وقعا على اتفاقيات السلام  وإن كانت مذلة للعرب في شروطها الخاصة التي لم نرَ من الاتفاقية إلا تواقيع الرؤساء سواءًفي كامب ديفيد أو في اتفاقية أوسلو
هم يعلنون أن عملياتهم في غزة تحرير لأرض اسرائيل وسيبعدون العدو  عن البحر، وسيرمون بقية الفلسطينين في الصحراء.
انه يمضي بخطواته دون رادع حقيقي، وستقف خلفه الولايات المتحدة وبريطانيا دون نقاش في حربه على لبنان.
وبمجرد هجومه على لبنان بدأت البحرية الأمريكية التوجه إلى الأبيض المتوسط لحماية الكيان، فهم يسمحون له بالضرب، ولا يسمحون بالرد عليه (عليكم ضبط النفس ) انه ولد شقي لا يهدأ إلا أن يشبع غروره، مراهق متعجرف (سايكو ) لكننا لا نستطيع إيقافه فهو الفتى المدلل الوحيد لدينا كما هي حجة العوائل النافذة عندما تملك ولداً وحيداً .
لن يعي العالم بعدُ إنَّ نتنياهو خطر على السلم العالمي إلا بعد فوات الأوان ، ولا حين مناص.

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى