الاحدثالجيوبوليتيك الروسي
هل نحن أمام يالطا جديدة وسايكس بيكو جديد ؟؟ | بقلم د. ناجي صفا

إبان الحرب العالمية الأولى اجتمع وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا سايكس وبيكو وقررا تقسم منطقة الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ لهما بعد أن اقنع مكماهون الشريف حسين خدعة بالوقوف بوجه تركيا إلى جانب الغرب ووعده بدولة عربية واحدة.
كان من حصة فرنسا لبنان وسوريا بالإضافة إلى دول المغرب العربي التي كانت محتلة من الفرنسي، الجزائر وتونس والمغرب وكانت ليبيا من حصة الطليان. بينما كانت حصة بريطانيا فلسطين والعراق ومصر والسودان وموريتانيا .
وابان الحرب العالمية الثانية جرت عملية تقسيم جديدة للعالم بين دول المحور المنتصر في الحرب العالمية الثانية فجرى تقسيم نفوذ وتغيير حدود لبعض الدول وكان من نصيب الولايات المتحدة أوروبا الغربية واليابان وكوريا في حين كان من نصيب الإتحاد السوفيتي دول أوروبا الشرقية وأوكرانيا .
المعلومات المتسربة من محادثة ترامب الهاتفية مع بوتين والتي استمرت لساعة ونصف الساعة تشي بأننا على أبواب يالطا جديدة، أو سايكس بيكو جديد، حيث تفيد المعلومات بأن بوتين أقر للولايات المتحدة بالنفود في الشرق الأوسط الجديد مع أرجحية إسرائيلية بحيث يكون الأردن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين ضمن الحصة الأميركية على أن تعترف الولايات المتحدة بالأقاليم الأربعة التي احتلتها روسيا من أوكرانيا، فتكون أوكرانيا جائزة الترضية لموسكو مقابل السيطرة الأميركية الإسرائيلية على الشرق الأوسط الجديد الذي طالما المح اليه نتنياهو .
إيران التي عقدت اتفاقا استراتيجيا مع موسكو لمدة ٢٥ سنة قبل دخول ترامب البيت الابيض بأيام تخوفت من المعلومات المتسربة من اتصال ترامب بوتين ، وخشيت ان تكون هي وملفها النووي على الطاولة وهذا ما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للسفر إلى إيران وطمأنتها.
العالم على أبواب تغير دراماتيكي دون أن يسبقه حرب عالمية هذه المرة ، قمة بوتين ترامب التي ستعقد في السعودية دون تحديد موعدها حتى الآن ستكون هذه المواضيع محور نقاشها وتفاهماتها ، بانتظار عودة زيلنسكي إلى البيت الأبيض صاغرا والتوقيع على اتفاق المعادن النادرة بعد الحمام الساخن الذي تلقاه في البيت الأبيض وطرده من قبل ترامب في مشهد سوريالي لم تشهد القاعة البيضاوية في البيت الأبيض مثيلا له.
المنطقة والعالم على فوهة بركان. وأمام تغيرات جيواستراتيجية وجيوسياسية لتوزع النفوذ ، بحيث سيكون العالم كله تحت مزيد من سيطرة الاولغارشية الرأسمالية المتوحشة على حساب القيم والمبادئ والعدالة والقانون الدولي .